شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث حافظ المعدن النفيس على مكاسبه بالقرب من المستويات القياسية، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي وتزايد الرهانات على خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وبحلول الساعة 18:15 بتوقيت السعودية، ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.84% لتصل إلى 2,880 دولارًا للأوقية، بينما لامست العقود الآجلة مستوى 2,900 دولار، وهو رقم قياسي جديد في مسار الذهب الصاعد.
دعم من بيانات التوظيف الأمريكية
جاءت هذه المكاسب في أعقاب بيانات التوظيف الأمريكية التي أظهرت تراجعًا في معدل البطالة، رغم ضعف أرقام التوظيف مقارنة بالتوقعات. وأدى ذلك إلى تعزيز التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة، إذ باتت الأسواق تتوقع أول خفض في مايو بدلًا من يونيو، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن ضد تقلبات الاقتصاد.
الملاذ الآمن وسط التوترات العالمية
عززت عوامل جيوسياسية أخرى من الطلب على الذهب، حيث أسهم تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتجدد المخاوف من صراعات في الشرق الأوسط، في زيادة الإقبال على المعدن الأصفر. وجاءت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحدث فيها عن نية واشنطن السيطرة على قطاع غزة، لتزيد من حدة المخاوف الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.
توقعات بوصول الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية
مع استمرار قوة الزخم الصعودي، رفعت مؤسسات مالية كبرى مثل “سيتي بنك” و”يو بي إس” توقعاتها لأسعار الذهب خلال 2025. وأشار محللو “سيتي بنك” إلى إمكانية وصول الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية على المدى القصير، بينما توقع “يو بي إس” تحقيق هذا المستوى بحلول نهاية العام المقبل.
استقرار العملات والمعادن الأخرى
رغم ارتفاع الذهب، استقر الدولار الأمريكي يوم الجمعة، حيث تنتظر الأسواق بيانات الوظائف غير الزراعية التي من شأنها أن تعطي إشارات أوضح حول توجهات الفيدرالي المقبلة.
أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد سجلت استقرارًا نسبيًا مع بعض المكاسب الأسبوعية. فقد استقر البلاتين عند 1,021.65 دولار للأوقية، بينما ارتفعت الفضة بشكل طفيف إلى 32.678 دولار للأوقية.
ارتفاع النحاس وسط التوقعات بتحفيز صيني
في سوق المعادن الصناعية، واصلت أسعار النحاس ارتفاعها خلال تعاملات الجمعة، مدفوعة بتوقعات تحفيز اقتصادي من جانب الصين، أكبر مستورد للمعادن. فقد ارتفع مؤشر أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.1% ليصل إلى 9,389.85 دولار للطن، فيما زادت العقود الآجلة للنحاس في مارس بنسبة 0.6% لتصل إلى 4.4875 دولار للرطل.
ويأتي هذا الارتفاع وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، مما دفع بكين إلى التلويح باتخاذ إجراءات انتقامية.
نظرة مستقبلية
مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار، والتوترات التجارية والجيوسياسية، من المرجح أن يواصل الذهب مساره الصعودي خلال الفترة المقبلة. ومع اقتراب الأسعار من حاجز 3,000 دولار للأوقية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الأسواق على الحفاظ على هذا الاتجاه في ظل تغيرات السياسات النقدية العالمية.