شهد سوق العملات الرقمية واحدة من أعنف موجات التصفيات في تاريخه، حيث حذر المحلل البارز ماثيو هايلاند من أن السوق قد يحتاج حتى أبريل المقبل للتعافي من التداعيات الكارثية التي شهدها في 3 فبراير 2025. ووفقًا للبيانات، فقد تم تصفية استثمارات بقيمة تجاوزت 2.24 مليار دولار في غضون 24 ساعة فقط، مما شكل ضغوطًا هائلة على مختلف الأصول الرقمية.
ووصف هايلاند هذا الحدث بأنه “أكبر عملية تصفية في تاريخ العملات الرقمية”، مؤكدًا أن هذه الموجة العنيفة من التصفية أدت إلى تقلبات حادة وضغوط بيعية غير مسبوقة. وأشار في منشور عبر منصة “إكس” إلى أنه من غير المرجح أن تعود العملات البديلة (الألتكوينات) إلى مستوياتها المسجلة في ديسمبر الماضي قبل شهرين على الأقل، وربما يمتد التعافي لفترة أطول.
جاءت هذه التراجعات في وقت يشهد اضطرابات اقتصادية عالمية، إذ زادت المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا. ورغم تعليق الرسوم على كندا والمكسيك بعد مفاوضات مكثفة، إلا أن هذه التهديدات أثرت بشكل مباشر على الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك قطاع العملات الرقمية.
وأشار هايلاند إلى أن الأزمات السابقة، مثل انهيار مشروع “تيرا” في عام 2022 وانهيار منصة “إف تي إكس”، استغرقت أشهرًا حتى تمكن السوق من التعافي منها. وحذر من أن أي تعافٍ سريع هذه المرة يبدو غير مرجح، مؤكدًا أن السوق سيشهد تذبذبات حادة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، صرح بن تشو، الرئيس التنفيذي لمنصة “بايبت”، بأن إجمالي التصفيات قد يكون أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه، حيث قد تتراوح الخسائر الفعلية بين 8 و10 مليارات دولار، مما يعمق الأزمة ويزيد من الضغوط على السوق.
في ظل هذه المعطيات، تبدو الأشهر المقبلة حاسمة لمستقبل العملات الرقمية، حيث يواجه المستثمرون تحديات جسيمة وسط التقلبات الحادة والمخاوف الاقتصادية العالمية.
