شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا حادًا خلال تداولات يوم الثلاثاء، حيث سجلت العقود الفورية مستويات متدنية لم تشهدها منذ نحو شهر، متأثرةً بتصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب تنامي المخاوف بشأن زيادة المعروض النفطي في الأسواق العالمية.
تصعيد الحرب التجارية يعمّق الضغوط على النفط
جاء هذا التراجع في أعقاب إعلان الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا، عن خططها لفرض رسوم جمركية انتقامية تصل إلى 15% على وارداتها من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والفحم الأمريكي. هذه الخطوة زادت من المخاوف بشأن تراجع الطلب الصيني على الخام، خاصةً مع اشتداد الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين، والتي لا تزال تداعياتها تلقي بظلالها الثقيلة على الأسواق.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تُحدث اضطرابات في التوازن العالمي للطلب والعرض، لا سيما أن الصين تستحوذ على حصة كبيرة من واردات النفط الأمريكية، وهو ما قد يدفع بكين إلى البحث عن مصادر بديلة، مما سيؤثر بدوره على تدفقات التجارة العالمية للطاقة.
قرار “أوبك+” يزيد من المخاوف بشأن المعروض النفطي
لم تقتصر الضغوط على النفط عند الحرب التجارية فحسب، بل جاء قرار تحالف “أوبك+” يوم الاثنين ليعزز الاتجاه الهبوطي للأسعار، حيث أعلن التحالف التزامه بسياسة زيادة الإنتاج التدريجية اعتبارًا من أبريل المقبل، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن احتمالية حدوث تخمة في المعروض بالسوق.
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة السابق، ألكسندر نوفاك، في تصريحاته أمس، أن روسيا تعتزم رفع إنتاجها النفطي في أبريل، مشيرًا إلى أن السوق بات أكثر استقرارًا في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، يرى خبراء أن استمرار زيادة الإنتاج في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية قد يحد من قدرة الأسعار على التعافي في المستقبل القريب.
تراجع العقود الفورية لخام برنت وغرب تكساس
على صعيد التداولات، انخفضت العقود الفورية لخام برنت بنسبة 0.53% لتصل إلى 74.84 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 0.90% لتسجل 72.18 دولارًا للبرميل.
ومع استمرار التوترات التجارية وارتفاع معدلات الإنتاج، يترقب المستثمرون تطورات السوق عن كثب، في ظل احتمالات حدوث مزيد من التقلبات في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.