الأسهم الأمريكية تقلص خسائرها سريعا بعد تعليق المكسيك للرسوم الجمركية وسط تقلبات الأسواق

admin3 فبراير 2025آخر تحديث :
الأسهم الأمريكية

شهدت الأسهم الأمريكية في الأسواق المالية الأميركية تقلبات حادة خلال تعاملات يوم الاثنين، حيث بدأت الجلسة على انخفاض كبير بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومع تصاعد المخاوف من تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي، جاءت تصريحات رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، لتمنح الأسواق دفعة إيجابية، بعدما أعلنت تعليق الرسوم الانتقامية ضد الولايات المتحدة، مما قلص من خسائر الأسهم سريعًا.

تراجع حاد في بداية الجلسة وتقليص سريع للخسائر

مع افتتاح الأسواق، سادت حالة من القلق انعكست على أداء المؤشرات الرئيسية، إذ انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 665 نقطة في بداية التعاملات قبل أن يقلص خسائره ليغلق على تراجع بنحو 208 نقاط أو 0.5% فقط. كما شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا بنسبة 1.93% قبل أن يستعيد بعض مكاسبه ويغلق عند تراجع نسبته 0.9%. أما مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم العديد من أسهم التكنولوجيا، فقد انخفض بنسبة 1.3% بعدما كان متراجعًا بشكل أكثر حدة خلال الجلسة.

وفي الوقت ذاته، شهد مؤشر الدولار تراجعًا في مكاسبه السابقة، بعد أن هدأت تصريحات رئيسة المكسيك مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين الرئيسيين.

تصريحات رئيسة المكسيك تدعم الأسواق

في منشور لها على منصات التواصل الاجتماعي، أكدت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، أن بلادها أجرت محادثات إيجابية مع الإدارة الأميركية، مشيرة إلى التوصل إلى تفاهمات تحترم العلاقة الثنائية وسيادة كل دولة. هذا التصريح كان له أثر فوري على الأسواق، حيث رأى المستثمرون أن قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية ربما يكون مجرد ورقة تفاوضية، وليس بداية لحرب تجارية طويلة الأمد.

رسوم جمركية أميركية جديدة وإجراءات مضادة عالمية

كان ترامب قد أعلن يوم السبت عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا، إلى جانب فرض ضريبة بنسبة 10% على واردات الطاقة الكندية، ورسوم أخرى مماثلة على المنتجات الصينية. كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يكون الهدف التالي في خطته التجارية التصعيدية، ما أثار حالة من التوتر في الأسواق العالمية.

ورغم تراجع الأسواق الأميركية في البداية، إلا أن الإعلان المكسيكي خفف من حدة المخاوف، ما أدى إلى استقرار نسبي في التعاملات. ومع ذلك، لم يكن التأثير الإيجابي كافيًا لتعويض الخسائر تمامًا، إذ استمرت حالة القلق في ظل ترقب المستثمرين لتداعيات القرارات الأميركية الجديدة.

قطاع السيارات يقود التراجعات

كان قطاع السيارات من بين الأكثر تأثرًا بهذه التوترات التجارية، إذ هبطت أسهم كبرى الشركات بشكل ملحوظ، حيث سجلت أسهم جنرال موتورز (NYSE:GM) انخفاضًا بنسبة 5%، بينما تراجعت أسهم فورد (NYSE:F) بنسبة 4%. كما تأثرت الشركات الموردة لقطع الغيار، حيث سجلت أبتيف انخفاضًا بنسبة 8%، في حين فقدت أفري دينيسون 2% من قيمتها السوقية.

كما شهدت شركات أخرى تعتمد بشكل كبير على الواردات المكسيكية تراجعًا مماثلًا، حيث انخفض سهم شركة كونستيليشن براندز، المستورد الرئيسي للمشروبات الكحولية من المكسيك، بنسبة 4%. كما تراجعت أسهم تشيبوتلي، التي تستورد الأفوكادو من المكسيك، بنسبة 2%، في حين انخفض سهم نايكي (NYSE:NKE) بنسبة 4%، وسهم لولوليمون، المتخصصة في صناعة الملابس، بنسبة 3%.

انعكاسات عالمية وتوتر في الأسواق الأوروبية

لم تقتصر تداعيات القرارات الأميركية على الأسواق المحلية، بل امتدت إلى الأسواق العالمية، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية الكبرى، مع انخفاض مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.7%. كما شهدت العملات المشفرة تراجعًا حادًا، إذ فقدت بيتكوين أكثر من 7% من قيمتها لتنخفض إلى مستوى 95,000 دولار، بعد أن كانت تتداول فوق 102,000 دولار قبل عطلة نهاية الأسبوع، كما تراجعت عملة إيثريوم بنسبة 12%.

وفي سوق العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.8%، في حين سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا، حيث صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 1% بسبب المخاوف من اضطرابات في الإمدادات في أمريكا الشمالية نتيجة الرسوم الجديدة.

ترقب لنتائج الشركات والتقارير الاقتصادية

تأتي هذه التقلبات في وقت يترقب فيه المستثمرون موسم تقارير الأرباح الفصلية للربع الرابع، حيث من المنتظر أن تعلن أكثر من 120 شركة ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن نتائجها خلال الأيام القليلة المقبلة، بما في ذلك شركات تكنولوجيا عملاقة مثل ألفابت وأمازون (NASDAQ:AMZN) وبالانتير. كما ستصدر شركات استهلاكية كبرى، مثل والت ديزني (NYSE:DIS) ومونديليز، نتائجها المالية وسط حالة من عدم اليقين بشأن تأثير التوترات التجارية على أدائها المالي.

إلى جانب ذلك، تترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يتوقع الاقتصاديون أن يظهر إضافة 175,000 وظيفة خلال الشهر الماضي، وهو مؤشر أساسي على صحة الاقتصاد الأميركي وتأثير الإجراءات التجارية الجديدة على سوق العمل.

تحركات الأسواق في ختام التعاملات

بحلول الساعة 18:58 بتوقيت الرياض، أظهرت الأسواق تباينًا في الأداء:

  • ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 2855 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.6% إلى 2817 دولارًا للأوقية.
  • تراجعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.4% إلى 108.62 نقطة.
  • سجلت عقود خام برنت انخفاضًا بنسبة 0.2% إلى 75.53 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.05% لتصل إلى 72.52 دولارًا للبرميل.

تعكس تحركات الأسواق في جلسة اليوم حالة القلق المستمرة بين المستثمرين بشأن مستقبل السياسات التجارية الأميركية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي. وبينما ساهم تعليق المكسيك للرسوم الجمركية في تهدئة بعض المخاوف، إلا أن عدم اليقين بشأن الخطوات المقبلة لواشنطن، خاصة تجاه الاتحاد الأوروبي، يجعل الأسواق في حالة من الترقب الحذر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.