الأسواق المالية العالمية تحت الضغط: تقلبات الأسهم والسلع بعد قرار الفائدة الأمريكية

admin30 يناير 2025آخر تحديث :
الأسواق المالية العالمية

شهدت الأسواق المالية العالمية يوم أمس الأربعاء تقلبات حادة، حيث تأثرت حركة الأسهم، السندات، العملات الرقمية، وأسواق السلع بقرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في ظل استمرار الضغوط التضخمية. وقد جاء القرار وسط ترقب المستثمرين لتقارير أرباح الشركات الكبرى، مما أدى إلى تذبذب واضح في أداء الأصول المختلفة.

أداء الأسهم الأمريكية بعد قرار الفائدة

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا طفيفًا، حيث انخفض مؤشر “S&P 500″ و”ناسداك” بنسبة 0.5% لكل منهما، بينما تراجع مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 0.3%. وقد شهدت الأسواق في البداية انخفاضات حادة فور صدور قرار الفائدة، لكنها تمكنت من تقليص خسائرها في وقت لاحق من الجلسة.

تصاعدت التقلبات خلال الأسبوع، خاصة بعد تسجيل مكاسب قوية يوم الثلاثاء، عقب خسائر حادة في بداية الأسبوع بسبب المخاوف من المنافسة المتزايدة التي تشكلها الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل شركة “ديب سيك”.

لم يكن قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على الفائدة مفاجئًا للأسواق، حيث ركز المستثمرون بشكل أساسي على تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول، الذي أكد على أن سوق العمل لا يزال قويًا وأن التضخم لا يزال عند مستويات مرتفعة، ما يشير إلى أن البنك المركزي لن يكون في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة قريبًا.

توقعات أداء الأسهم العالمية اليوم الخميس

تتباين التوقعات بشأن أداء الأسواق اليوم، حيث من المحتمل أن تبقى المؤشرات الرئيسية تحت تأثير تصريحات الاحتياطي الفيدرالي. كما أن المستثمرين يترقبون نتائج تقارير أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، التي قد تلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاه السوق.

إذا جاءت نتائج الشركات الكبرى إيجابية، فقد نشهد تحسنًا في معنويات المستثمرين، مما يساهم في ارتفاع الأسهم. أما إذا استمرت المخاوف المرتبطة بتباطؤ النمو العالمي والتنافسية المتزايدة من الشركات الصينية، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على المؤشرات الأمريكية والعالمية.

أداء السندات الأمريكية وتأثيرها على الأسواق

شهدت سوق السندات الأمريكية استقرارًا نسبيًا، حيث بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.53%، مقارنةً بـ 4.55% عند الإغلاق يوم أمس. ويعد هذا التراجع الطفيف في العائد إشارة إلى تعديل بسيط في توقعات المستثمرين بشأن أسعار الفائدة المستقبلية.

من المتوقع أن يظل سوق السندات تحت التقلبات، حيث قد يؤدي استمرار الضغوط التضخمية إلى زيادة الطلب على السندات، مما يؤدي إلى انخفاض العوائد. في المقابل، إذا ارتفعت التوقعات بشأن تشديد السياسة النقدية، فقد نشهد ارتفاعًا في العوائد، مما سيؤثر على تكاليف الاقتراض للمستهلكين والشركات.

تحركات العملات الرقمية: البيتكوين في دائرة الضوء

ارتفعت قيمة البيتكوين إلى 103,800 دولار مساء الأربعاء، بعد أن كانت قد هبطت في وقت سابق من الجلسة إلى 100,200 دولار. وسجلت العملة الرقمية مكاسب بلغت حوالي 50% منذ الانتخابات الرئاسية، على خلفية توقعات بسياسات داعمة للعملات الرقمية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة.

تشير التوقعات إلى احتمال استمرار التقلبات في سعر البيتكوين اليوم، حيث قد تتراوح الأسعار بين 103,000 و106,000 دولار، بناءً على العوامل الاقتصادية والسياسية. وفي حال ظهور أخبار إيجابية تدعم الأصول الرقمية، قد نشهد ارتفاعًا إضافيًا، أما إذا زادت عمليات البيع، فقد يتراجع السعر إلى مستويات قريبة من 101,000 دولار.

تحركات أسعار الذهب والنفط بعد قرار الفائدة

واصلت أسعار الذهب تذبذبها في أعقاب قرار الفائدة الأمريكية، حيث من المتوقع أن تتحرك بين 1,930 و1,950 دولارًا للأونصة. وتظل توجهات المستثمرين نحو الذهب مرتبطة بتطورات الأسواق المالية والاقتصاد الكلي، حيث قد يؤدي استمرار حالة عدم اليقين إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة.

أما أسعار النفط، فمن المتوقع أن يتراوح سعر خام برنت بين 81 و84 دولارًا للبرميل، مع استمرار تأثيرات الطلب العالمي والتطورات الجيوسياسية. كما أن أي تغييرات في سياسة الإنتاج من قبل منظمة “أوبك+” قد تؤدي إلى تحركات ملحوظة في الأسعار.

أداء سوق الفوركس: تقلبات طفيفة في العملات الرئيسية

شهدت تداولات العملات الرئيسية تحركات ملحوظة، حيث ارتفع الدولار الأمريكي مقابل اليورو بنسبة 0.3%، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% مقابل الدولار الأمريكي. كما سجل الين الياباني انخفاضًا بنسبة 0.2%، في حين ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.5% بدعم من البيانات الاقتصادية المحلية الإيجابية.

تشير التوقعات إلى استمرار التحركات الطفيفة اليوم، حيث قد يرتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل اليورو، بينما قد يتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3%، متأثرًا بالمخاوف الاقتصادية في المملكة المتحدة. ومن المحتمل أن يشهد الدولار الأسترالي مكاسب إضافية إذا استمرت البيانات الإيجابية.

يظل أداء الأسواق المالية متأثرًا بعوامل متعددة، من أبرزها قرارات السياسة النقدية، تقارير أرباح الشركات، والتطورات الاقتصادية العالمية. وبينما تستمر التقلبات في الأسهم والسندات والعملات الرقمية، فإن المستثمرين يترقبون مزيدًا من الإشارات التي قد تحدد اتجاه الأسواق في الأيام القادمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.