شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية انخفاضًا حادًا يوم الإثنين، مدفوعة بمخاوف متزايدة من احتمال حدوث فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد إعلان شركة صينية ناشئة تُدعى “ديب سيك” (DeepSeek) عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي منافس بتكلفة منخفضة بشكل لافت.
سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بمقدار 122 نقطة، أو ما يعادل 0.3%، في حين تراجع مؤشر ناسداك بنسبة كبيرة بلغت 2.7%. أما مؤشر ستاندرد أند بورز 500 فقد هبط بنسبة 1.6%، مما يعكس قلق المستثمرين حيال استدامة التقييمات المرتفعة لقطاع التكنولوجيا.
ديب سيك تشعل المخاوف
أعلنت “ديب سيك”، الأسبوع الماضي، عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، وصفته التقارير بأنه تفوق على نموذج OpenAI في عدة اختبارات. وأفادت الشركة بأن تكلفة تطوير النسخة الأولى من نموذجها بلغت أقل من 6 ملايين دولار فقط. هذا الرقم أثار دهشة وول ستريت، حيث ينفق عمالقة التكنولوجيا مليارات الدولارات لتطوير نماذج مشابهة.
وقال “سام ستوفال”، كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA Research: “هذا مثال جيد على البيع أولاً وطرح الأسئلة لاحقًا. يشعر المستثمرون بأن التقييمات أصبحت مبالغًا فيها، خاصة في قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات”.
تحول نحو القطاعات الدفاعية
رغم الانخفاضات الحادة، لجأ المستثمرون إلى القطاعات الدفاعية لتخفيف الخسائر. وقال ستوفال: “ما يشجعني هو أن المستثمرين لا يغادرون السوق كليًا، بل يتحولون إلى قطاعات مثل السلع الاستهلاكية الأساسية، والرعاية الصحية، والعقارات”.
أسبوع مليء بالتحديات
يأتي هذا التراجع في وقت تستعد فيه الأسواق لأسبوع مزدحم بالأحداث. من المتوقع أن تعلن شركات كبرى مثل ميتا، ومايكروسوفت، وتسلا، وآبل عن نتائج أرباحها الفصلية. بالإضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث تشير التوقعات إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.
خسائر في أسهم الذكاء الاصطناعي
تراجعت أسهم الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ؛ حيث خسرت إنفيديا 11%، وبرودكوم 12%، وأدفانسد مايكرو ديفايسز 4%. كما انخفضت أسهم مايكروسوفت وبالانتير بنسبة 4% لكل منهما، بينما تراجعت أمازون بنسبة 2.4% وميتا بنسبة 1.4%.
حتى شركات المرافق التي استفادت من توسع الذكاء الاصطناعي تعرضت لضغوط، حيث هبطت أسهم Constellation Energy Corp بنسبة 17% وVistra Energy Corp بنسبة 20%.
حركة الأسواق عند الإغلاق
بحلول الساعة 19:00 بتوقيت الرياض، تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.2% إلى 2773 دولارًا للأوقية، فيما هبطت العقود الفورية بنسبة 1.05% إلى 2742 دولارًا. وفي أسواق النفط، انخفض خام برنت بنسبة 1.4% إلى 76.45 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس بنسبة 1.6% إلى 73.47 دولارًا للبرميل.
نظرة مستقبلية
رغم التراجعات، يبقى التركيز على نتائج الشركات الكبرى واجتماع الاحتياطي الفيدرالي، حيث قد تشكل هذه الأحداث مفتاحًا لتحديد اتجاه السوق في الأسابيع المقبلة.
