شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء، حيث انخفض أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية. جاء هذا التراجع بعد أن بلغ أعلى مستوياته في خمسة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، ليقترب من تسجيل أول خسارة له خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. يعزى هذا الانخفاض إلى نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح من قبل المستثمرين، إلى جانب عوامل أخرى أثرت على أداء العملة اليابانية.
ترقب قرارات البنك المركزي الياباني
عززت البيانات والتصريحات الصادرة مؤخرًا في طوكيو التوقعات بشأن احتمال قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة في اجتماعه الدوري للسياسة النقدية، المزمع انطلاقه يوم الخميس. هذا الاجتماع يحظى بترقب واسع من قبل الأسواق، حيث من المتوقع أن يعلن البنك عن قراراته يوم الجمعة، مع تزايد التكهنات برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل إلى نطاق 0.50%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية.
محافظ البنك المركزي الياباني، كازو أويدا، أشار الأسبوع الماضي إلى أن البنك مستعد لاتخاذ خطوات لرفع أسعار الفائدة وتعديل السياسات النقدية إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في التحسن وحققت الأسعار مستهدف التضخم. وأضاف أويدا أن البنك سيستعرض التطورات الاقتصادية بشكل شامل قبل اتخاذ أي قرارات بشأن السياسة النقدية.
نظرة على أداء الين الياباني
في تداولات الأربعاء، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 155.95 ينًا، مقارنة بسعر الافتتاح عند 155.48 ينًا، بعد أن سجل أدنى مستوى له خلال اليوم عند 155.35 ينًا. يأتي هذا التراجع بعد مكاسب متتالية حققها الين الياباني خلال اليومين الماضيين، حيث أنهى تعاملات الثلاثاء مرتفعًا بنسبة 0.1% مقابل الدولار الأمريكي، مسجلًا أعلى مستوى له في خمسة أسابيع عند 154.77 ينًا.
تأثير عوائد السندات الأمريكية
ساهم انتعاش عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات في الضغط على العملة اليابانية. فقد ارتفع العائد يوم الأربعاء بنسبة 0.55% ليصل إلى 4.532%، مرتدًا من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. هذا التطور يدعم قوة الدولار الأمريكي، مما يزيد من التحديات أمام الين الياباني.
تصريحات المسؤولين وتوقعات الأسواق
أوضح كبير دبلوماسيي العملة اليابانية، أتسوشي ميمورا، أن الحكومة والبنك المركزي يتواصلان بشكل يومي لمناقشة التطورات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن بنك اليابان يجمع معلومات متنوعة، بما في ذلك أوضاع السوق ومفاوضات الأجور السنوية.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر لوكالة “رويترز” أن هناك احتمالية كبيرة بأن يرفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة يوم الجمعة، ما لم تحدث أي صدمات في السوق. تشير التوقعات الحالية إلى أن احتمالية رفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع يناير تصل إلى 90%.
خاتمة
مع استمرار تقييم المستثمرين لتوجهات السياسة النقدية في اليابان وتطورات عوائد السندات الأمريكية، يبقى الين الياباني في دائرة الضوء. القرارات المرتقبة للبنك المركزي الياباني قد تحمل تأثيرات كبيرة على أداء العملة والأسواق المالية العالمية.