تراجعت عملة بيتكوين من أعلى مستوياتها التاريخية خلال الساعات الماضية من تعاملات يوم الثلاثاء، وسط موجة من التقلبات الحادة التي اجتاحت أسواق العملات المشفرة. يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التكهنات حول تأثير سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على هذا القطاع. وقد أثارت توجهاته الأخيرة نحو دعم العملات الرقمية نقاشات واسعة بين المستثمرين والمحللين.
في تداولات الثلاثاء، انخفضت بيتكوين بنسبة 5.5% لتصل إلى مستوى 102,210 دولار، بعد أن بلغت ذروتها عند 109,241 دولار. يأتي هذا التراجع في وقت يراقب فيه المتداولون عن كثب توجهات إدارة ترامب الجديدة، التي قد تشهد إصدار توجيهات داعمة للأصول الرقمية.
صرّح مات هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيتوايز أسيت مانجمنت، قائلاً: “السوق يشعر بخيبة أمل لعدم تضمين ترامب أي وعود محددة تتعلق ببيتكوين خلال خطابه الرئاسي. أصبح من المعتاد أن تتناول خطابات التنصيب الرئاسية قضايا العملات المشفرة، وهذا يشير إلى مدى التحول الذي طرأ على القطاع.”
سياسات ترامب والعملات المشفرة
قبل توليه المنصب رسميًا، أطلق ترامب وزوجته ميلانيا عملات مشفرة من نوع “ميم”، مما أثار جدلاً واسعًا في الأسواق. هذه الخطوة دفعت بعض المستثمرين للاعتقاد بأن الإدارة الجديدة قد تتبنى سياسات أكثر دعمًا لقطاع العملات الرقمية.
وفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ نيوز، تدرس إدارة ترامب إصدار أمر تنفيذي يضع الأصول المشفرة ضمن الأولويات الوطنية. وعلى الرغم من وصفه السابق لبيتكوين بأنها “احتيال”، إلا أن ترامب أظهر خلال حملته الانتخابية دعمًا قويًا للعملات الرقمية، متعهدًا بجعل الولايات المتحدة عاصمة عالمية لهذه الصناعة.
تقلبات السوق وتأثير عملات الميم
شهدت العملات الأخرى مثل إيثيريوم وإكس آر بي مكاسب ملحوظة، بينما تم تداول عملة “ميم ترامب” بسعر يقارب 40 دولارًا، بعد أن تجاوزت قيمتها السوقية الإجمالية 15 مليار دولار قبل أن تشهد تراجعًا حادًا.
تعرضت هذه العملات لانتقادات واسعة، حيث رأى البعض أنها قد تضر بسمعة العملات المشفرة، بينما اعتبر آخرون أنها زادت من زخم بيتكوين. وقال بن الباز، المدير الإداري لشركة هاش كي غلوبال: “الرموز التي أطلقها ترامب أضافت ديناميكية جديدة للسوق، ودفعت نحو توقعات أعلى بخصوص سياسات داعمة للصناعة.”
مستقبل العملات المشفرة في ظل إدارة ترامب
تمتلك شركات تابعة لمنظمة ترامب حوالي 80% من رموز عملة “ميم ترامب”، مما يشير إلى إمكانية تحول هذه الخطوة إلى بداية لعصر تنظيمي جديد للعملات المشفرة. ووفقًا لغوتام تشوغاني من شركة بيرنشتاين، فإن هذه العملة تحمل إمكانيات طويلة الأمد، رغم الانتقادات التي تواجهها.
تعتزم منصات كبرى مثل كوين بيس وباينانس إدراج العملة الجديدة قريبًا، ما يعكس زيادة الاهتمام المؤسسي بقطاع العملات الرقمية. وأكد جوناثان يارك، كبير المتداولين الكميين في شركة أشيرون ترايدينغ: “الأصول الرقمية، وخاصة بيتكوين، قد تشهد دعمًا غير مسبوق من الولايات المتحدة، مما يفتح المجال لفرص استثمارية هائلة.”
في ظل هذه التطورات، يبقى قطاع العملات المشفرة في حالة ترقب لمزيد من الإشارات من إدارة ترامب. وبينما تتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة، يبدو أن الأسواق تستعد لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص في آنٍ واحد.
