شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مدعومة بحالة من عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق بشأن خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لصدور بيانات تضخم أميركية هامة. هذه البيانات المرتقبة ستوفر رؤى إضافية حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
جاء هذا الصعود في أعقاب تراجع أسعار الذهب يوم الاثنين بنحو 1%، نتيجة بيانات قوية عن سوق العمل الأميركي صدرت الأسبوع الماضي، والتي عززت من قوة الدولار الأميركي. يُذكر أن ارتفاع الدولار عادة ما يضعف جاذبية الذهب للمستثمرين الدوليين، حيث يصبح المعدن الأصفر أكثر تكلفة عند الشراء بعملات أخرى.
تأثير بيانات سوق العمل على التوجهات النقدية
عززت البيانات الإيجابية عن سوق العمل الأميركي موقف الاحتياطي الفيدرالي المتحفظ بشأن خفض أسعار الفائدة هذا العام. وتزايدت المخاوف من أن خطط ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تسهم في رفع مستويات التضخم، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للتحوط.
وفي هذا السياق، أشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، إلى أن “الذهب أظهر أداءً قويًا في ظل قوة الدولار الحالية مقارنة بفترات سابقة، ويرجع ذلك إلى مخاوف المستثمرين من التضخم”. وأضاف أن المعدن الأصفر استعاد مكانته كوسيلة فعالة للتحوط ضد ارتفاع الأسعار.
بيانات التضخم في دائرة الضوء
يتجه أنظار المستثمرين الآن إلى تقرير مؤشر أسعار المنتجين (PPI) المقرر صدوره اليوم، بالإضافة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الأربعاء، للحصول على إشارات حول الأداء الاقتصادي الأميركي وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025. ومن المتوقع أن تسلط هذه البيانات الضوء على تأثير السياسة النقدية على التضخم وأسعار الفائدة.
ووترر أضاف: “إذا جاءت بيانات التضخم أضعف من المتوقع هذا الأسبوع، فقد يتعرض الدولار لضغوط بيعية، مما سيدعم الذهب ويجعله أكثر جاذبية للمستثمرين”.
تحركات الذهب والأسواق الأخرى
مع نهاية تعاملات يوم الاثنين، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير بنسبة 1.35%، لتصل إلى 2678.60 دولار للأوقية. وعلى الرغم من هذا التراجع، شهدت تعاملات اليوم ارتفاعًا في الأسعار، حيث ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 2,674.26 دولار للأونصة، فيما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,689.10 دولار.
في المقابل، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.43% إلى 109.34 نقطة، مما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب والمعادن الأخرى.
أداء المعادن الأخرى
لم يقتصر الانتعاش على الذهب، حيث ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 29.68 دولار للأونصة. كما سجل البلاديوم والبلاتين مكاسب بنسبة 0.6% و0.5% على التوالي، ليبلغا 959.70 دولار و943.25 دولار للأونصة.
نظرة مستقبلية
يترقب المستثمرون هذا الأسبوع تصريحات عدة مسؤولين من الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تسلط الضوء على توجهات السياسة النقدية المقبلة. ومع استمرار التوترات الاقتصادية العالمية، يظل الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق.