بدأت سوق العملات الرقمية العام الجديد بحركة متذبذبة، متأثرة بتغير توقعات المستثمرين بشأن سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بأسعار الفائدة. هذا التذبذب أثّر بشكل مباشر على أداء بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، ما أثار تساؤلات حول مستقبل هذه الأصول في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
في بداية الأسبوع، انخفضت بيتكوين إلى ما دون حاجز 90 ألف دولار لفترة وجيزة، مسجلة تراجعًا بنسبة 5% مقارنة بسعرها مطلع العام. ورغم ذلك، تمكنت العملة الرقمية من التعافي سريعًا لتستقر عند مستوى 96,687 دولار، بزيادة قدرها 6% خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. على نفس المنوال، شهدت إثيريوم أيضًا انتعاشًا، حيث ارتفعت إلى 3,214 دولار، محققة زيادة بنسبة 3% خلال نفس الفترة.
ترقب المستثمرين لتطورات أسعار الفائدة
مع استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة. هذا الترقب جاء مدفوعًا بعوامل اقتصادية متعددة، منها تأثير سياسات التعريفات الجمركية المرتقبة، وسياسات الهجرة التي قد يتبناها الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أسهم في تقليل شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات الرقمية. وكانت الوعود السابقة لترمب بتحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي للأصول المشفرة قد رفعت الآمال بتخفيف القيود التنظيمية ودعم السوق، إلا أن التحديات الاقتصادية الحالية تلقي بظلالها على هذه التوقعات.
تصريحات الخبراء وتوجهات السوق
أوضح ريتشارد غالفين، الشريك المؤسس لصندوق التحوط DACM، أن قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات شكّلا ضغطًا كبيرًا على الأصول الرقمية. وأشار إلى أن ترمب قد يضع دعم العملات المشفرة ضمن أولوياته بعد توليه الرئاسة، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة في السوق.
ورغم التراجع الأخير، لا يزال مجتمع العملات الرقمية متفائلًا بإمكانية حدوث طفرة جديدة. على سبيل المثال، واصلت شركة مايكروستراتيجي، المتخصصة في جمع الأصول المشفرة، تعزيز حيازاتها من بيتكوين لتصل إلى 41 مليار دولار، ما يعكس الثقة المستمرة في إمكانيات هذه السوق.
تحليل فني واستراتيجيات التداول
وفقًا لكاتي ستوكتون، المحللة الفنية لدى Fairlead Strategies، لا تزال بيتكوين تمر بمرحلة تصحيحية. وتشير التوقعات الفنية إلى احتمال اختبار مستوى الدعم عند 87,500 دولار في حال استمرار الضغوط البيعية.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات بلومبرغ أن المستثمرين سحبوا ما يقارب 1.6 مليار دولار من الصناديق المتداولة في البورصة الأمريكية خلال الأيام الأربعة الماضية. هذا الانسحاب يعكس حالة من القلق السائدة بين المستثمرين تجاه الأصول الرقمية في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية.
نظرة مستقبلية
رغم التحديات الحالية، تظل العملات الرقمية في صلب اهتمام المستثمرين كأداة استثمارية واعدة. ومع اقتراب دخول إدارة ترمب الجديدة، قد تحمل السياسات المرتقبة فرصًا جديدة لدعم هذا القطاع، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مسار سوق العملات الرقمية.
