أعلنت شركتا ألمنيوم البحرين (ألبا) والتعدين العربية السعودية (معادن) عن قرارهما المشترك بعدم المضي قدمًا في صفقة الاندماج المقترحة بين وحدات الألمنيوم التابعة لهما، وذلك وفقًا لبيانين منفصلين نُشرا اليوم الاثنين في بورصة البحرين والسوق المالية السعودية (تداول).
ويأتي هذا القرار بعد أشهر من المفاوضات التي كانت تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين عبر اكتتاب شركة معادن في أسهم جديدة تصدرها ألبا مقابل نقل ملكية شركتي معادن للألمنيوم ومعادن للبوكسايت والألومينا إلى الشركة البحرينية.
تراجع أسهم معادن وتأثير القرار على السوق
أثر إعلان إلغاء الصفقة على أداء سهم شركة التعدين العربية السعودية (TADAWUL:1211) في السوق المالية السعودية، حيث شهد السهم انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.7% ليصل إلى مستوى 47.20 ريال خلال تعاملات اليوم.
خلفية الصفقة المُلغاة
في سبتمبر الماضي، أعلنت ألبا توقيع اتفاقية غير ملزمة مع معادن تضمنت اكتتاب الأخيرة في أسهم جديدة بالشركة البحرينية، في صفقة كانت ستجعل معادن أحد أكبر المساهمين في ألبا بحصة تبلغ 20.6%. وكان من المتوقع أن يتم استكمال الصفقة بحلول الربع الأول من عام 2025، إلا أن الشركتين أعلنتا اليوم إنهاء المناقشات وتوقيع اتفاقية لإلغاء الجدول الزمني المحدد للشروط الرئيسية، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الأسباب التي دفعت إلى هذا القرار.
تصريحات سابقة حول تقييم الأصول
في مقابلة خلال نوفمبر الماضي، أشار خالد الرميحي، رئيس مجلس إدارة ألبا، إلى أن تقييم الشركة بناءً على سعر أسهمها المدرجة في بورصة البحرين لا يعكس قيمتها الحقيقية، موضحًا أن الأسهم المدرجة تمثل فقط 10% من رأسمال الشركة. كما أكد أن المناقشات كانت لا تزال مستمرة آنذاك لتقييم الأصول والجدوى المالية للصفقة، وهو ما أضاف مزيدًا من الغموض حول مستقبل الاندماج.
طموحات معادن وتعزيز استثماراتها
كانت شركة معادن قد أظهرت اهتمامًا كبيرًا بتوسيع استثماراتها في قطاع الألمنيوم عبر استحواذها على شركتي معادن للألمنيوم ومعادن للبوكسايت والألومينا من شركة ألكوا الأمريكية في صفقة بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، سعت معادن إلى شراء حصة شركة سابك للاستثمارات الصناعية في ألبا مقابل أكثر من مليار دولار، مما كان سيجعلها ثاني أكبر مساهم في الشركة البحرينية.
أداء مالي قوي لمعادن
جدير بالذكر أن معادن أعلنت عن تحقيق صافي ربح بلغ 971.5 مليون ريال خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بخسارة قدرها 83.4 مليون ريال خلال الفترة ذاتها من العام السابق. هذا التحسن الملحوظ في الأداء المالي جاء مدعومًا بارتفاع الأسعار وزيادة حجم المبيعات، إلى جانب انخفاض مصاريف الاستهلاك، مما عزز من مكانة الشركة في السوق وأتاح لها استكشاف فرص استثمارية جديدة.
مستقبل التعاون بين الشركتين
على الرغم من إنهاء صفقة الاندماج، يبقى الباب مفتوحًا أمام الشركتين لاستكشاف فرص تعاون أخرى في المستقبل، خاصة في ظل التحديات التي تواجه قطاع الألمنيوم عالميًا والضغوط المستمرة لتحقيق الاستدامة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.