حرائق لوس أنجلوس: خسائر اقتصادية تاريخية تهدد بتسجيل أرقام قياسية

admin9 يناير 2025آخر تحديث :
حرائق لوس أنجلوس

تشير التقديرات الأولية إلى أن حرائق لوس أنجلوس التي اجتاحت المدينة في الولايات المتحدة تصنف كواحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ البلاد، مع احتمالية أن تكون الحادثة الأكثر تكلفة على الإطلاق. هذه الحرائق التي طالت مناطق مثل سانتا مونيكا وماليبو، والتي تُعرف بارتفاع قيمتها العقارية، أحدثت خسائر مادية واقتصادية جسيمة قدرتها شركة (AccuWeather) بما يتراوح بين 52 و57 مليار دولار.

خسائر اقتصادية هائلة

امتدت ألسنة اللهب لتلتهم أحياء راقية تضم عقارات يُقدر متوسط قيمتها بأكثر من 2 مليون دولار، مما ساهم في رفع حجم الخسائر إلى مستويات غير مسبوقة. وأوضحت (AccuWeather) أن هذه التقديرات تشمل الأضرار المادية المباشرة إلى جانب الخسائر الاقتصادية الناتجة عن توقف الأنشطة التجارية وتأثيرها على القطاعات الحيوية مثل السياحة.

الرياح القوية التي وصلت إلى قوة الأعاصير ساهمت بشكل كبير في تفاقم الوضع، حيث دفعت النيران إلى التوغل داخل هذه الأحياء، مما أدى إلى تدمير المزيد من المنازل والبنية التحتية.

مقارنة مع الكوارث السابقة

رغم أن إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة في عام 2005 لا يزال يحتل الصدارة كأكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ البلاد بخسائر قدرت بحوالي 200 مليار دولار، إلا أن حرائق لوس أنجلوس تقترب من تسجيل أرقام قياسية جديدة. حرائق كاليفورنيا في عام 2018، بما في ذلك حريق “كامب فاير”، تسببت في أضرار بلغت حوالي 30 مليار دولار، مما يجعل الحرائق الحالية استثناءً من حيث الحجم والتكلفة.

تأثيرات طويلة الأمد

إلى جانب الخسائر الاقتصادية الفورية، يُتوقع أن تترك الحرائق تأثيرات صحية وبيئية طويلة الأمد. فالدخان السام الناتج عن الحرائق قد يؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة للسكان المحليين، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على جودة الهواء في المنطقة. كما أن قطاع السياحة، الذي يعد من أهم روافد الاقتصاد في لوس أنجلوس، قد يتعرض لانتكاسة كبيرة نتيجة لهذه الكارثة.

أسباب تفاقم الحرائق

ساهمت ظروف الجفاف الطويلة التي أعقبت عامين من أعلى معدلات هطول الأمطار المسجلة في لوس أنجلوس في توفير بيئة مثالية لاشتعال الحرائق. وفقًا لخبراء الأرصاد، أدى نمو الغطاء النباتي الكثيف بسبب الأمطار إلى تراكم كميات كبيرة من الوقود الطبيعي، مما جعل المنطقة أكثر عرضة للحرائق واسعة النطاق.

وصف جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في (AccuWeather)، هذه الحرائق بأنها واحدة من أسوأ حرائق الغابات في تاريخ كاليفورنيا. وأكد أنه إذا استمرت الحرائق في التوسع وتدمير المزيد من المباني، فقد تسجل كأكبر كارثة من نوعها في التاريخ الحديث للولاية.

تعد هذه الحرائق تذكيرًا مؤلمًا بضرورة تكثيف الجهود لمواجهة التغير المناخي وآثاره، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات بيئية متزايدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.