شهد سهم إنفيديا (NASDAQ:NVDA) انخفاضًا حادًا بنسبة تجاوزت 6% يوم الثلاثاء، وذلك عقب تسجيله أعلى مستوى قياسي في جلسة التداول السابقة. جاء هذا التراجع في ظل انتظار المستثمرين لخطاب الرئيس التنفيذي للشركة، جينسن هوانغ، خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية السنوي (CES) في لاس فيغاس.
في عرضه الذي أُقيم مساء الاثنين، كشف هوانغ عن مجموعة من التحديثات التقنية الطموحة التي تعكس توجه الشركة نحو تعزيز مكانتها في السوق المتنامي للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة. على الرغم من أن الأسهم شهدت ارتفاعًا أوليًا بنسبة 2.5% في بداية التداول يوم الثلاثاء، إلا أنها عكست اتجاهها سريعًا لتصبح الأسوأ أداءً ضمن مؤشر داو جونز.
تأثير البيانات الاقتصادية على السوق
تزامن تراجع سهم إنفيديا مع هبوط أوسع في سوق الأسهم يوم الثلاثاء، حيث أظهرت بيانات فرص العمل لشهر نوفمبر نتائج متباينة. أثارت هذه البيانات، إلى جانب تقارير اقتصادية أخرى، مخاوف متزايدة بشأن التضخم، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم في السوق.
ورغم هذا التراجع الأخير، فإن أداء سهم إنفيديا لا يزال مثيرًا للإعجاب، حيث حقق ارتفاعًا بنسبة تقارب 190% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
توقعات المحللين وتقييمات السوق
أكدت شركات تحليل السوق مثل Stifel وWedbush وTruist Securities على توصياتها بشراء السهم، مشيرة إلى توقعات بأن يصل سعر السهم إلى 172.80 دولارًا خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. من جهة أخرى، أظهرت تقديرات منصة “إنفستنغ برو” أن القيمة العادلة للسهم قد تكون أقل من ذلك، متوقعة انخفاضه إلى 124 دولارًا بناءً على نماذج مالية مثل التدفقات النقدية المخصومة ومضاعفات الربحية.
ابتكارات واعدة في CES 2025
قدمت إنفيديا خلال معرض CES العديد من الابتكارات البارزة، من بينها شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة “GB10” التي ستستخدم في الحاسوب الفائق المكتبي الجديد للشركة. هذا الحاسوب، المصمم لدعم المطورين والباحثين، يأتي كجزء من مشروع “DIGITS” وسيُطرح في الأسواق بسعر 3000 دولار بحلول مايو المقبل.
كما أعلنت الشركة عن منصة “Cosmos” التي تهدف إلى تطوير روبوتات ذكية ومركبات ذاتية القيادة، وهي خطوة تعزز طموحات إنفيديا في سوق الروبوتات الذي قد تصل قيمته إلى تريليونات الدولارات.
نظرة مستقبلية واعدة
أغلق سهم إنفيديا عند مستوى قياسي بلغ 149.43 دولارًا يوم الاثنين، متجاوزًا أعلى مستوى سابق له. ورغم التراجع الأخير، يرى المحللون أن تقنيات الشركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة تمثل فرصًا هائلة للنمو المستقبلي.
أشار المحلل دان آيفس إلى أن هذه التقنيات قد تفتح أبواب سوق بقيمة تريليون دولار لإنفيديا، فيما وصف الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ صناعة القيادة الذاتية بأنها “أول سوق روبوتات متعدد التريليونات”.
بجانب ذلك، كشفت الشركة عن معالجات “Blackwell” الجديدة المخصصة لألعاب الفيديو، بالإضافة إلى أدوات متقدمة لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين. ومن المتوقع أن تعلن إنفيديا عن المزيد من الابتكارات خلال مؤتمر GTC في مارس المقبل، ما يضيف زخمًا إلى تطلعات المستثمرين.
رغم التراجع الأخير، تبقى إنفيديا في موقع قوي بفضل استثماراتها في تقنيات المستقبل. مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والتقنيات الناشئة، تستمر الشركة في قيادة الابتكار في عالم التكنولوجيا، مما يجعلها محط أنظار المستثمرين والمحللين على حد سواء.
