شهدت الليرة التركية تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، لتسجل أسوأ أداء بين عملات الأسواق الناشئة. جاء هذا الانخفاض عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول أسعار الفائدة، والتي أثارت قلقًا واسعًا بشأن العودة إلى السياسات النقدية غير التقليدية التي كانت تُطبق في السابق، مما أدى إلى زعزعة ثقة المستثمرين في استقرار السوق التركية.
تراجعت الليرة بنسبة 0.7% أمام الدولار الأمريكي، لتصل إلى مستوى 35.32 للدولار الواحد، مما يعكس انخفاضًا تراكمت نسبته إلى 16% منذ بداية العام الحالي. وعلى الرغم من ذلك، ظل مؤشر عملات الأسواق الناشئة التابع لمؤسسة MSCI مستقرًا إلى حد كبير خلال تداولات اليوم، مع تسجيل انخفاض طفيف منذ بداية عام 2024.
تصريحات أردوغان وتأثيرها على السوق
أكد أردوغان في تصريحاته أن أسعار الفائدة ستشهد انخفاضًا ملموسًا في عام 2025، مشيرًا إلى أن هذا العام سيكون “محوريًا” لتطبيق هذه السياسة. تأتي هذه التصريحات بعد أول خفض لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي التركي منذ عام 2023، مما دفع المحللين إلى توقع سلسلة من التخفيضات خلال الاجتماعات المقبلة للسياسة النقدية في العام الجديد.
ولكن، أثارت هذه التصريحات انتقادات وتحذيرات من العديد من الخبراء الاقتصاديين. وعلق هالوك بورومجيتشي، الاقتصادي البارز ومدير مركز أبحاث واستشارات بورومجيتشي في إسطنبول، بأن هذه التصريحات قد تزيد من مخاوف الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل غير مدروس يتعارض مع معدلات التضخم المرتفعة. وأوضح أن ذلك قد يضعف مصداقية الإدارة الجديدة للبنك المركزي، التي نجحت في بناء الثقة خلال فترة رفع أسعار الفائدة الأخيرة، ويجعل عملية التيسير النقدي أكثر تعقيدًا.
تباين في أداء الأسواق
على الرغم من تراجع الليرة، شهدت الأسهم التركية ارتفاعًا طفيفًا، في حين واصل مؤشر MSCI للأسهم في الأسواق الناشئة انخفاضه لليوم الثالث على التوالي. يأتي هذا التراجع في ظل استمرار تأثير الانخفاضات التي شهدتها الأسواق الأمريكية يوم الجمعة الماضي، حيث أبقت التوقعات بتقليل عدد تخفيضات الفائدة الأمريكية العام المقبل عوائد سندات الخزانة الأمريكية عند مستويات مرتفعة.
يبقى المشهد الاقتصادي في تركيا غامضًا، مع تزايد المخاوف من تأثير السياسات النقدية غير التقليدية على استقرار السوق. ويترقب المستثمرون بحذر الخطوات القادمة للبنك المركزي التركي، وسط تزايد التحديات التي تواجه الاقتصاد التركي في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
