سجل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 0.26% يوم الثلاثاء، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 35.25 ليرة. هذا الارتفاع يُعد الأعلى في تاريخ العملة التركية، مما يعكس الضغوط الاقتصادية المستمرة على الليرة. ومنذ بداية العام، شهد الدولار ارتفاعاً بنسبة 19%، بما في ذلك زيادة بنسبة 1% خلال شهر ديسمبر فقط، ما يعكس الزخم المتواصل في قوة العملة الأمريكية.
أداء الدولار عالميًا وتأثيراته على العملات
على الصعيد العالمي، عزز الدولار الأمريكي من مكانته، حيث ارتفع مؤشره من مستوى 105.75 إلى 107.86 خلال شهر ديسمبر. هذه الزيادة ساهمت في تعزيز قيمته مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وأثرت بشكل مباشر على زوج اليورو/الدولار الأمريكي الذي شهد تراجعاً حاداً إلى أدنى مستوى له عند 1.05.
توقعات بارتفاعات إضافية للدولار أمام الليرة
يرى يغيت أوناي، الخبير الاقتصادي في دويتشه بنك، أن الدولار قد يواصل مساره التصاعدي مقابل الليرة التركية. وأشار إلى إمكانية وصوله إلى 40 ليرة بحلول نهاية عام 2025، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه تركيا. كما توقع أن يعمد البنك المركزي التركي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وهي خطوة قد لا تكون كافية لكبح جماح ارتفاع العملات الأجنبية، وفقاً لتحليلات السوق.
التضخم والودائع: تحديات مستمرة
رغم المكاسب التي حققها الدولار، لم يكن أداؤه كافياً لتعويض التأثيرات السلبية للتضخم المرتفع في تركيا، والذي يُتوقع أن يبلغ حوالي 45% بنهاية العام. وعلى الرغم من تحقيق ودائع الليرة التركية عوائد تجاوزت 40%، إلا أن هذه النسب لم تكن كافية لتوفير حماية فعالة للمستثمرين.
وفقاً لأحدث بيانات البنك المركزي التركي، انخفضت حسابات الودائع بالعملة الأجنبية بمقدار 3.03 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، لتستقر عند 162.71 مليار دولار. كما تراجع إجمالي حسابات الودائع المحمية بالعملة الأجنبية إلى 1.185 تريليون ليرة تركية، ما يعادل 33.84 مليار دولار.
فرص النمو رغم التحديات
في سياق مختلف، ترى وينتينغ شين، محللة استراتيجيات الحلول متعددة الأصول في T. Rowe Price، أن الليرة التركية لا تزال توفر فرصاً استثمارية جذابة، لا سيما في ظل انخفاضها الأخير. وأشارت إلى أن العوائد المرتفعة التي تقدمها الليرة تجعلها خياراً مغرياً لبعض المحافظ الاستثمارية متعددة الأصول.
نظرة مستقبلية
من جانبه، أكد أندرس فيرغيمان، الرئيس المشارك للدخل الثابت للأسواق الناشئة في Pinebridge، أن العملة والديون التركية تظهران مقاومة للتقلبات المحتملة. وأضاف أن خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي قد يفتح الباب أمام فرص جديدة للاستثمار في السندات التركية، رغم التحديات القائمة.
مع استمرار التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، يبدو أن مسار الدولار مقابل الليرة سيظل محط أنظار المستثمرين، وسط توقعات بمزيد من التقلبات والفرص في الأسواق الناشئة.