شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا يوم الثلاثاء خلال تداولات خفيفة في أسبوع مختصر بسبب العطلات، حيث يستعد المستثمرون لتغييرات اقتصادية وسياسات جديدة مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وتزامن ذلك مع توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ما زاد من حالة الترقب في الأسواق.
سياسات نقدية متغيرة وتأثيرها على الذهب
واصل الاحتياطي الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة في ديسمبر بعد سلسلة من الزيادات المكثفة، لكنه أشار إلى تباطؤ وتيرة هذه التخفيضات في عام 2025. ويترقب المستثمرون عن كثب خطوات البنك المركزي الأمريكي المقبلة، حيث تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة عادة إلى تقليل جاذبية الذهب، الذي لا يدر أي عائد.
وعلى الرغم من أن بيانات التضخم المعتدلة التي صدرت يوم الجمعة خففت من المخاوف بشأن تسارع وتيرة خفض الفائدة، إلا أن الأسواق لا تزال تتوقع تخفيفًا محدودًا بمقدار 35 نقطة أساس فقط خلال العام المقبل.
التعريفات الجمركية في دائرة الضوء
أشار كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “أواندا”، كلفين وونغ، إلى أن الأسواق تترقب سياسات التعريفات الجمركية التي ينوي الرئيس المنتخب دونالد ترامب تنفيذها. وأضاف أن هذه السياسات قد تكون أداة تفاوض قوية، حيث يمكن للشركاء التجاريين المستهدفين الرد بعقوبات مقابلة على المنتجات الأمريكية، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسواق وزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
أداء الذهب في 2024 واستعدادات 2025
حقق الذهب أداءً استثنائيًا هذا العام، مرتفعًا بنحو 27% ليصل إلى مستويات قياسية، مدعومًا بعمليات شراء قوية من البنوك المركزية، التوترات الجيوسياسية، وتخفيف السياسات النقدية. ومع اقتراب عام 2025، يستعد المستثمرون لموجة من التغييرات الاقتصادية تشمل التعريفات الجمركية، إلغاء التنظيمات، وسياسات الضرائب التي قد تعيد تشكيل المشهد المالي العالمي.
إغلاق الذهب والمعادن الأخرى
في أولى جلسات الأسبوع، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 بنسبة 0.6% لتغلق عند 2628.20 دولارًا للأوقية، بعد خسائر أسبوعية بلغت 1.1%. ومع ذلك، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 2620 دولارًا، بينما سجلت العقود الآجلة ارتفاعًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 2633 دولارًا.
أما المعادن الأخرى، فقد شهدت الفضة الفورية زيادة طفيفة بنسبة 0.1% لتصل إلى 29.68 دولارًا للأوقية، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 935.21 دولارًا، في حين صعد البلاتين بنسبة 0.2% إلى 941.28 دولارًا.
نظرة مستقبلية
مع اقتراب عام 2025، يبقى الذهب في دائرة الضوء كملاذ آمن للمستثمرين، خاصة في ظل التغيرات المرتقبة في السياسات الاقتصادية العالمية. التوترات الجيوسياسية، السياسات التجارية، وتحركات البنوك المركزية ستظل عوامل رئيسية في تحديد مسار أسعار الذهب والمعادن الأخرى خلال العام المقبل.