شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعات ملحوظة خلال تداولات يوم الخميس، لتُنهي بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات متتالية. جاء هذا التعافي مدفوعًا بعدة عوامل إيجابية، رغم الضغوط الناتجة عن تطورات السياسات الفيدرالية الأمريكية.
تفاؤل الأسواق حول الطلب النفطي
أحد أبرز المحركات لهذا الارتفاع كان زيادة التفاؤل بشأن تعافي الطلب على النفط، خاصة من الصين، أكبر مستورد عالمي للخام. في هذا السياق، أعلنت شركة “سينوبك”، عملاق التكرير الصيني، عن توقعات إيجابية تفيد بأن استهلاك الصين للنفط سيصل إلى ذروته بحلول عام 2027. يُشير هذا التوقع إلى إمكانية تحسن الطلب الصيني على النفط الخام في المستقبل القريب، ما يعزز من معنويات الأسواق العالمية.
دور الصادرات الأمريكية في دعم السوق
من ناحية أخرى، أسهمت زيادة صادرات النفط الخام الأمريكية في دعم أسعار النفط. فقد أظهرت البيانات ارتفاع الصادرات بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا، لتصل إلى 4.89 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع الماضي. هذا الارتفاع في الصادرات ساعد على موازنة تأثير البيانات السلبية لمخزونات النفط الأمريكية، التي انخفضت بواقع 900 ألف برميل فقط، مقارنة بتوقعات انخفاضها بنحو 1.6 مليون برميل.
قيود محتملة على الإمدادات الروسية
إضافة إلى ذلك، تلقت الأسواق دعمًا إضافيًا من المخاوف المتعلقة بتراجع الإمدادات الروسية. فرضت بريطانيا عقوبات على أسطول الظل الروسي، وهو ما قد يُضعف حركة تجارة النفط الروسي. وأثارت هذه الإجراءات تكهنات بأن الدول الغربية قد تتجه إلى فرض مزيد من القيود على صادرات النفط الروسي، مما قد يؤدي إلى تقليص المعروض ورفع الأسعار.
تأثير السياسات الفيدرالية
رغم هذه العوامل الإيجابية، واجهت أسعار النفط بعض الضغوط نتيجة لتطورات اجتماع الفيدرالي الأمريكي. فقد خفّض البنك المركزي الأمريكي توقعاته لعدد مرات خفض الفائدة في عام 2025 إلى مرتين فقط، بدلًا من أربع مرات. هذه التوقعات أثارت مخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي، ما قد يؤثر سلبًا على الطلب العالمي على النفط.
أسعار النفط الحالية
على صعيد التداولات، ارتفعت العقود الفورية لخام برنت بنسبة 0.73% لتصل إلى 73.045 دولارًا للبرميل، فيما سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا بنسبة 1.17% لتصل إلى 70 دولارًا للبرميل.
تظل أسعار النفط مرهونة بالتطورات المستقبلية، سواء المتعلقة بالطلب العالمي، أو بالمعروض النفطي، وسط مراقبة الأسواق عن كثب لأي مستجدات اقتصادية أو جيوسياسية.
