في خطوة استراتيجية تعكس تطلعاتها الاقتصادية، استأنف البنك المركزي الصيني شراء الذهب في نوفمبر بعد توقف استمر ستة أشهر. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث تسعى الصين إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجيتها لتنويع الأصول. ووفقًا لتحليل فلاديمير زيرنوف، محلل الأسواق في FX Empire، فإن هذه الخطوة تأتي في وقت لم تتحقق فيه توقعات انخفاض أسعار الذهب التي انتظرتها الصين لفترة طويلة.
تحركات استراتيجية في سوق الذهب
أوضح زيرنوف أن بنك الشعب الصيني (PBOC) امتنع عن شراء الذهب منذ أبريل الماضي، متوقعًا أن تنخفض الأسعار بشكل كبير، مما يمكنه من تعزيز احتياطياته بأسعار أقل. ومع ذلك، لم يتحقق هذا الانخفاض المتوقع، مما دفع البنك إلى العودة للسوق في نوفمبر. وعلق زيرنوف قائلاً: “الانخفاض إلى حوالي 2600 دولار كان كافيًا لجذب البنك المركزي الصيني للعودة إلى السوق”.
وأضاف أن البنك قام بزيادة احتياطياته بمقدار 160,000 أوقية، ليصل إجمالي احتياطياته إلى 72.96 مليون أوقية. وقد أدى هذا الإعلان إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملحوظ.
خلفيات القرار
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين، خاصة في ظل التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وأشار زيرنوف إلى أن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية كان له تأثير كبير على قرارات الصين الاقتصادية، حيث كانت سياسة العقوبات النشطة من جانب الولايات المتحدة أحد المحركات الرئيسية لأسواق الذهب.
وقال زيرنوف: “بدأت البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها لتقليل الاعتماد على ديون الحكومة الأمريكية”. وأضاف أن مواقف ترامب الصارمة تجاه الصين أشعلت جولة جديدة من عمليات شراء الذهب من قبل بنك الشعب الصيني، وهي الجولة التي من المتوقع أن تستمر لعدة أشهر.
تأثيرات قصيرة وطويلة الأجل
رغم استئناف الصين شراء الذهب، إلا أن أسعار الذهب لم تعد إلى أعلى مستوياتها التاريخية. وعلق زيرنوف قائلاً: “يبدو أن بعض المتداولين يقومون بجني الأرباح قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي”. وأضاف أن ارتفاع عوائد الخزانة الأمريكية في الأيام الأخيرة كان له تأثير سلبي على أسعار الذهب.
ومع ذلك، يرى زيرنوف أن مشتريات البنوك المركزية ستظل عاملًا رئيسيًا في دعم أسواق الذهب على المدى الطويل. وقال: “عودة بنك الشعب الصيني إلى السوق ستوفر دعماً إضافياً لأسعار الذهب”.
تطلعات مستقبلية
فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أشار زيرنوف إلى أن الذهب قد يواجه صعوبة في الوصول إلى المستوى النفسي المهم وهو 3000 دولار قبل نهاية العام. ومع ذلك، يرى أن هناك فرصة جيدة لاختبار هذا المستوى بحلول عام 2025.
أداء السوق الحالي
بعد أن وصل سعر الذهب إلى 2,664.47 دولار في السوق الفورية صباح يوم الاثنين، استمرت الأسعار في الانخفاض بشكل طفيف. وسجل آخر سعر للذهب عند 2,651.87 دولار، مما يعكس مكسبًا يوميًا بنسبة 0.12%.
