شهدت الأسواق العالمية صباح اليوم حركة ملحوظة بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أكتوبر، التي فاقت التوقعات في بعض الجوانب وأقل منها في جوانب أخرى. تُعد هذه البيانات من المؤشرات الاقتصادية الأساسية التي تعكس صحة الاقتصاد الأمريكي وتؤثر بشكل مباشر على قرارات المستثمرين والبنوك المركزية.
تفاصيل البيانات الاقتصادية
أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.4% في أكتوبر، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 0.3%. هذه الزيادة تأتي بعد تعديل بيانات شهر سبتمبر إلى ارتفاع بنسبة 0.8%، ما يشير إلى استمرار الزخم الاقتصادي.
وعلى أساس سنوي، سجلت مبيعات التجزئة زيادة ملحوظة بنسبة 2.8%، مقارنة بالقراءة السابقة البالغة 2%.
أما مبيعات التجزئة الأساسية، التي تستثني السلع المتقلبة مثل السيارات، فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.1% فقط، وهو أقل من التوقعات البالغة 0.3%. في المقابل، عُدلت قراءة سبتمبر إلى زيادة قوية بلغت 1%.
تأثير البيانات على الأسواق
تأتي هذه الأرقام في وقت حساس يتابع فيه المستثمرون عن كثب الأداء الاقتصادي الأمريكي، خاصة مع توجهات الاحتياطي الفيدرالي بخصوص أسعار الفائدة. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن “الاقتصاد لا يظهر أي إشارات تدعو للتسرع في خفض أسعار الفائدة”، ما يعزز التكهنات بإمكانية تأخير الخفض المتوقع.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات سابقة هذا الأسبوع أن التضخم ما زال بعيدًا عن هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. ورغم ذلك، تُسعر الأسواق فرصة بنسبة 60% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم المقرر في 18 ديسمبر.
أداء الذهب والدولار
في ظل هذه البيانات، سجلت أسواق الذهب والدولار الأمريكي تحركات طفيفة:
- ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.13% لتصل إلى 2568 دولارًا للأوقية، بينما استقرت العقود الآجلة عند 2573 دولارًا للأوقية.
- في المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.08% ليصل إلى 106.50 نقطة.
التوقعات المستقبلية
تظل الأسواق في حالة ترقب، حيث تشير التوقعات إلى استمرار تباين البيانات الاقتصادية في الأشهر المقبلة، ما يزيد من تعقيد قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. ومع دخول عام 2024، قد تصبح الأسواق أكثر تقلبًا، خاصة إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في التناقض بين التفاؤل الحذر والواقع الاقتصادي.