واصل الذهب تراجعه خلال الأيام الأخيرة، محققاً أدنى مستوى له في نحو شهرين، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. جاء هذا التراجع الحاد مع تزايد الإقبال على الأصول الأكثر مخاطرة كالدولار والأسهم، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في العملات المشفرة مثل البيتكوين، التي حققت مستويات قياسية تاريخية جديدة. في ظل هذه التحولات، يتساءل العديد من المستثمرين عن أسباب هذا الهروب الجماعي من الذهب، الذي كان يعتبر لوقت طويل الملاذ الآمن للأزمات الاقتصادية.
تراجع الذهب أمام الدولار القوي
يشهد الذهب ضغطاً متزايداً من الدولار الأمريكي، الذي صعد لأعلى مستوى له في عام، مما يجعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. حيث بلغ مؤشر الدولار مستوى 106.92 نقطة بارتفاع قدره 0.51%، مما دفع بالمزيد من المستثمرين للابتعاد عن المعدن الأصفر. ويأتي هذا الصعود الكبير للدولار في ضوء توقعات الأسواق أن سياسات ترامب الاقتصادية قد تشعل التضخم من خلال التخفيضات الضريبية وفرض الرسوم الجمركية.
العوامل الداعمة لسوق الذهب لم تتبدد كلياً
على الرغم من تراجع الأسعار، لا يزال العديد من المحللين يؤمنون بوجود عوامل إيجابية تضمن دعم الطلب على الذهب في المستقبل. فالتوترات الجيوسياسية المتزايدة، وتوقعات الديون الأمريكية المتنامية، إلى جانب طلب البنوك المركزية المتزايد على الذهب كاحتياطي، تشكل جميعها أسساً قوية قد تدفع بالأسعار إلى الصعود من جديد، خاصة إذا تزايدت المخاطر الاقتصادية العالمية.
هل تراجع الذهب مؤقت أم بداية لانحسار طويل؟
مع استمرار تأثيرات فوز ترامب، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى عمق وتوقيت انتعاش الذهب من جديد.