أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية ارتفاعاً طفيفاً في عدد الطلبات المقدمة للحصول على إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت الطلبات الأولية للإعانة 221 ألف طلب بعد التعديل الموسمي، بزيادة قدرها 3000 طلب عن الأسبوع السابق. ورغم هذا الارتفاع البسيط، يرى الاقتصاديون أن الزيادة لا تشير إلى تغيير ملموس في ظروف سوق العمل؛ إذ يُعزى هذا النمو المحدود إلى عوامل استثنائية، منها الأعاصير الأخيرة في جنوب شرق الولايات المتحدة، وكذلك الإضرابات الصناعية، ما أثر على حركة التوظيف وأدى إلى ركود في زيادة الوظائف.
وعلى الرغم من أن متوسط الطلبات على مدى أربعة أسابيع قد انخفض إلى 227.25 ألف طلب، إلا أن الأرقام لا تزال مرتفعة مقارنة بالفترة السابقة، مما يعكس تحديات تواجهها سوق العمل الأمريكي. وقد أظهر تقرير الوظائف الأخير زيادة متواضعة بلغت 12 ألف وظيفة فقط في القطاع غير الزراعي، وهو أدنى معدل نمو منذ ديسمبر 2020، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى إعصار هيلين وتأثيره على النشاط الاقتصادي، إلى جانب تأثير إضرابات عمّال شركة بوينج التي دفعت الشركة إلى تطبيق إجازات مؤقتة.
من جانب آخر، يراقب المستثمرون عن كثب إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُتوقع أن يقوم البنك بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.50% و4.75%. يأتي هذا التخفيض ضمن دورة التخفيف النقدي التي بدأها الفيدرالي بخفض أول بمقدار نصف نقطة في سبتمبر الماضي. ويعكس هذا المسار توجه الفيدرالي لتخفيف تكاليف الاقتراض بعد ارتفاع معدلات الفائدة على مدار العامين الماضيين بهدف كبح التضخم.
في هذه الأثناء، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي. حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.56% لتصل إلى 2691 دولار للأوقية، بينما سجلت العقود الفورية للذهب ارتفاعاً بنسبة 0.9% لتصل إلى 2682 دولار للأوقية. وفي المقابل، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.5% إلى مستوى 104.46 نقطة، مما يعكس تأثير تخفيف السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية على الأسواق المالية.
من الواضح أن الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات على عدة أصعدة في ظل تقلبات سوق العمل والتوجهات النقدية المتغيرة.