شهدت الأسواق الأمريكية، خلال تعاملات يوم الثلاثاء، صعودًا لافتًا في مؤشرات الأسهم الرئيسية، في الوقت الذي تترقب فيه أعين المتداولين والمستثمرين نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فقد ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.9%، بينما حقق مؤشر ناسداك المركب مكاسب بلغت 1.1%. وفي السياق ذاته، صعد مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 326 نقطة، ما يعادل 0.8% تقريبًا.
هذا الارتفاع يأتي في ظل حالة من الترقب الحذر تسود الأسواق، خاصة مع نتائج استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته شبكة NBC News، والذي كشف عن تقارب كبير بين المرشحين الرئيسيين، الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس. هذه النتائج تشير إلى أن المنافسة لا تزال محتدمة، ما يزيد من حالة الغموض بشأن الطرف الذي سيحكم البيت الأبيض والكونغرس خلال السنوات القادمة.
السيطرة على الكونغرس هي محور الاهتمام الآن، إذ إن هيمنة الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي يمكن أن تترتب عليها تغييرات جوهرية في السياسات الاقتصادية، من الإنفاق الحكومي إلى الإصلاحات الضريبية. ويبدو أن المستثمرين يتوقعون سيناريوهات متعددة لما يمكن أن يحدث عقب الإعلان عن النتائج، مع وجود احتمالات بحدوث تقلبات كبيرة على المدى القريب.
في هذا السياق، تشير بيانات CNBC، التي تعود إلى عام 1980، إلى أن الأسهم الأمريكية تميل إلى الارتفاع في الفترة الممتدة بين يوم الانتخابات ونهاية العام. إلا أن الأيام والأسابيع التالية للانتخابات غالبًا ما تكون مضطربة، وهو أمر يتطلب من المستثمرين توخي الحذر. فالتوترات التي تنشأ عن نتائج متقاربة وغير محسومة قد تساهم في زيادة الاضطرابات في الأسواق المالية.
لا إشارات واضحة على الفائز
قالت أليسيا ليفين، رئيسة استراتيجية الاستثمار والأسهم في “BMO Capital Markets”، خلال حديثها في برنامج “Squawk Box”: “نحن متفائلون بالسوق بغض النظر عن نتائج اليوم. نعتقد أن الكونغرس سيكون منقسمًا، وهذا قد يكون الوضع الأكثر إيجابية على الإطلاق”. ورغم هذه التصريحات، لم تظهر صباح الثلاثاء أي رهانات واضحة في الأسواق على نتيجة الانتخابات، ما يعكس حالة الحذر والترقب المسيطرة.
أسهم البنوك، على سبيل المثال، سجلت ارتفاعات ملحوظة، إذ قد تستفيد من تخفيف القيود التنظيمية في حال سيطرة الجمهوريين، لكنها لم تتفوق بشكل كبير على أداء السوق الأوسع. في الوقت ذاته، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث سجل سهم شركة إنفيديا ارتفاعًا بنسبة 2%. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، تبدو الشركة المصنعة للرقائق في وضع مريح نسبيًا بعيدًا عن تأثيرات الانتخابات، مع استمرار قوتها في السوق.
أسهم شركة تسلا أيضًا قفزت بنسبة 3%، في وقت يبدو فيه أن الشركة تستطيع الاستفادة بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، نظرًا للعلاقات المعقدة لرئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، مع الحزبين الرئيسيين، خصوصًا صلاته القوية بترامب.
قرارات الفيدرالي تلقي بظلالها على الأسواق
فيما وراء الانتخابات، يتطلع المستثمرون إلى قرار سعر الفائدة الذي سيصدره الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس، إضافة إلى تعليقات جديدة من رئيس البنك المركزي، جيروم باول، بشأن توجهات السياسة النقدية المستقبلية. يتوقع المتداولون حاليًا، بنسبة 98%، أن يقرر الفيدرالي خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة، بعد أن خفضها بمقدار نصف نقطة في سبتمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية على منصة “إنفستنغ السعـودية”. هذه التوقعات تعكس القلق المستمر حول التباطؤ الاقتصادي العالمي والتضخم.
الجدير بالذكر أن مؤشر ستاندرد أند بورز 500 قد ارتفع بأكثر من 19% منذ بداية العام، وهو أداء قوي بشكل غير معتاد في الفترة التي تسبق الانتخابات، حيث لا يزال المؤشر قريبًا من أعلى مستوى له بفارق 3% فقط.
تحركات الأسهم البارزة
بينما كانت الأسهم تتحرك في مسارات مختلفة، سجلت أسهم “بالانتير” قفزة مذهلة بنسبة 16%، مستفيدة من نتائج ربع سنوية قوية وتوجيهات إيجابية بشأن الإيرادات. في المقابل، تراجعت أسهم “أن أكس بي سيميكوندكتورز” بنسبة 7%، نتيجة توقعات ضعيفة أثارت قلق المستثمرين في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. وفي جانب آخر، ارتفعت أسهم شركة “لوسيد موتورز” بنسبة 0.9%، لتصل إلى 2.26 دولار. كما صعد سهم “كانون” بنسبة 1.8%، وسجل سهم “نيو” ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 2.5%.
الأسواق في ظل تقلبات الأسعار
بحلول الساعة 18:47 بتوقيت الرياض، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.1%، لتصل إلى 2748 دولارًا للأوقية. كما صعدت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.11% إلى مستوى 2739 دولارًا للأوقية، في وقت يواصل فيه الذهب الاستفادة من حالة عدم اليقين السياسي.
على صعيد آخر، انخفضت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.25%، مسجلة 103.52 نقطة، ما يعكس ضعف العملة الأمريكية مع اقتراب موعد إعلان نتائج الانتخابات. وفي أسواق الطاقة، ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 1.2%، لتصل إلى 76 دولارًا للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.3%، لتسجل 72.4 دولارًا للبرميل.