في خضم حالة الترقب التي تسود سوق العملات الرقمية، يسعى المتداولون من ملاك البيتكوين (BTC) إلى تحصين مراكزهم ضد أي تقلبات حادة أو تراجعات محتملة في الأسعار، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المثيرة التي تزيد من حالة الغموض وعدم اليقين. البيتكوين، التي تتداول حاليًا عند مستوى 68.7 ألف دولار، كانت قد تجاوزت حاجز 69 ألف دولار في الساعات الأولى من اليوم قبل أن تشهد بعض التراجع الطفيف. ويستمر التداول العرضي لليوم، في حين فقدت العملة الأشهر نحو 3.3% من قيمتها خلال الأيام السبعة الماضية، مما يعكس تذبذبًا في الأداء وسط تغيرات السوق.
مع التركيز على سوق الخيارات الخاصة بالبيتكوين على منصة CME، تُظهر البيانات الصادرة عن CF Benchmarks وQuickStrike زيادة ملحوظة في أسعار خيارات “Put” المحمية ضد الانخفاض، والتي تنتهي صلاحيتها خلال أسبوع، مقارنةً بخيارات “Call”. هذا الاتجاه يعبر بوضوح عن تفضيل المتداولين لتقنيات التحوط لمواجهة أي انخفاض محتمل. وعلى وجه التحديد، يُظهر مؤشر “انعكاس المخاطر عند مستوى 25-دلتا”، الذي يُستخدم لقياس الفارق في التقلبات الضمنية بين خيارات الشراء ذات السعر الأعلى وخيارات البيع الأدنى خارج المال، انحيازًا واضحًا نحو خيارات “Put” بنسبة -1.3% ليوم الاثنين. هذا الانحياز يعكس التحوط السائد في السوق على المدى القصير.
خيارات “Call” تمنح حاملها الحق في شراء الأصل الأساسي عند سعر محدد في تاريخ مستقبلي، في حين أن خيارات “Put” تعطي الحق في بيع الأصل الأساسي بنفس الطريقة. بناءً على هذه الآليات، يبدو أن تفضيل خيارات “Put” يعكس قلق السوق من احتمالية تراجع الأسعار في المستقبل القريب، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية الذي يتسم بالحساسية البالغة.
وقد أوضح باحثون في CF Benchmarks عبر رسالة بريدية لـ CoinDesk: “إن متداولي الخيارات في سوق البيتكوين يتحوطون للاتجاه الهبوطي مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية هذا الأسبوع. ونلاحظ من خلال انعكاس المخاطر عند مستوى 25-دلتا أن العقود التي تنتهي خلال أسبوع تشير إلى ميل نحو الانخفاض، مما يجعل خيارات “Put” أغلى نسبيًا من “Call”. أما بالنسبة للعقود الأطول أجلًا (أسبوعين أو 30 يومًا)، فينقلب الميل نحو الإيجاب، مما يعكس حالة من التفاؤل على المدى الأطول”.
من اللافت أن البيتكوين قد تراجعت إلى مستوى 68,000 دولار بعد أن كانت قريبة من تسجيل مستويات قياسية، متجاوزة 73,500 دولار خلال أسبوع واحد، ويعزى هذا التراجع جزئيًا إلى انخفاض فرص فوز دونالد ترامب، المعروف بمواقفه الداعمة للعملات الرقمية، في الانتخابات الأمريكية.
توقعات إيجابية على المدى الطويل
ورغم حالة التوجس قصيرة الأجل، تشير بيانات انعكاس المخاطر للعقود طويلة الأجل إلى ميل إيجابي لصالح خيارات “Call”، مما يعكس التفاؤل العام لدى المستثمرين. يتوقع بعض المحللين أن يصل سعر البيتكوين إلى مستويات أعلى قد تتجاوز 80,000 دولار مع نهاية العام، وذلك مع استمرار دعم الاتجاه الصعودي على المدى الطويل.
وفي السياق السياسي، تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن المنافسة على أشدها بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، حيث يتقارب المرشحان في عدد من الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، مما يجعل النتيجة النهائية غير واضحة وتضيف المزيد من الغموض للسوق.
ووفقًا لتحليلات بعض الخبراء، فإن الوضع السياسي المعقد والاحتمالية المتساوية تقريبًا بين فوز المرشحَين قد يؤدي إلى تقلبات في سعر البيتكوين تتراوح بين 6,000 و8,000 دولار بمجرد إعلان النتائج. ويبدو أن هذا المناخ المضطرب يفرض على المتداولين استراتيجية أكثر حيطة.
في بورصة ديربت، أظهرت بيانات Amberdata ميلًا عامًا نحو الحياد خلال الأسبوع الحالي، إلا أن الميل الإيجابي يعود ليظهر بقوة في العقود المنتهية بعد منتصف نوفمبر. يُشير انعكاس المخاطر لعقود البيتكوين في ديربت إلى انحياز بسيط بين خيارات “Call” و”Put” على المدى القريب، في حين يتجه الميل بشكل حاسم نحو الاتجاه الصعودي في العقود التي تنتهي في 15 نوفمبر وما بعده.