مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة، شهدت الأسواق المالية تقلبات حادة وتبايناً واضحاً في أداء الأسهم، وسط مخاوف المستثمرين من سيناريوهات ما بعد التصويت. في خضم هذه الأحداث، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 110 نقاط، في حين استطاع مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب الانتعاش بنسبة 0.1% بعد تقلبات ملحوظة. يأتي هذا الأداء في إطار محاولة المستثمرين التكيف مع الأجواء غير المؤكدة، مما دفع البعض إلى التحوط والحد من المخاطر.
تزامن ذلك مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وهو مؤشر على أن أسواق السندات تشهد حراكاً استباقياً قبيل نتائج الانتخابات. الملفت أن أسهم شركة إنفيديا قفزت بنسبة 1.5%، بعد إعلان إدراجها ضمن مؤشر داو جونز، مما يعزز قوتها السوقية أمام منافستها إنتل التي تراجعت في سباق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تأثير الانتخابات على مستقبل الأسهم
مع تصاعد حدة الترقب قبيل الانتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى سباق محتدم بين المرشحين الرئيسيين، مما يزيد من تعقيد التوقعات المستقبلية للأسواق. ويرى المحللون أن شكل الحكومة القادمة سيكون له تأثير جوهري في مسار السياسات الاقتصادية، حيث يمكن أن تسفر سيطرة حزب معين على الكونغرس عن تغيرات جوهرية في خطط الإنفاق والضرائب. يعتقد العديد من الخبراء أن الأسواق قد تواجه تحديات هائلة، لكنها قد تحقق مكاسب قوية إذا ما تمكنت من تجاوز هذه العقبة السياسية.
اهتمام المستثمرين بقرار الاحتياطي الفيدرالي
إضافة إلى الانتخابات، يترقب المستثمرون إعلان الفيدرالي الأمريكي بشأن معدلات الفائدة. وفقاً لتوقعات السوق، هناك احتمال كبير بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل. ومع ذلك، ستتجه الأنظار إلى تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بحثاً عن أي إشارات توضح مسار السياسة النقدية مستقبلاً.
مشهد الأسواق اليوم
شهدت أسواق الأسهم بعض التحركات الإيجابية، حيث ارتفعت أسهم لوسيد موتورز بنسبة 4%، في حين صعدت أسهم كانون ونيو بنسب متفاوتة. أما بالنسبة للذهب، فقد تراجعت العقود الآجلة بنسبة طفيفة، بينما سجلت العقود الفورية للذهب مكاسب محدودة. في الوقت ذاته، ارتفعت عقود خام برنت وخام غرب تكساس بشكل ملحوظ، في إشارة إلى تصاعد التوترات في أسواق الطاقة.
تتجه الأنظار خلال الساعات القادمة نحو المزيد من التطورات السياسية والاقتصادية، وسط حالة من الترقب المشوب بالحذر، مما يجعل الأيام القادمة حاسمة لمستقبل الأسواق.