أكد سيتي بنك على ثقته الكبيرة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقوم برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر سبتمبر المقبل، مشيراً إلى عدة عوامل اقتصادية تدعم هذا القرار المتوقع. يعكس هذا التوجه رغبة الفيدرالي في كبح جماح التضخم المستمر في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من إشارات التباطؤ في سوق العمل.
في التقرير الاقتصادي الأخير، نجح الاقتصاد الأمريكي في إضافة 142,000 وظيفة جديدة خلال شهر أغسطس، وهو رقم أقل مما كان يتوقعه خبراء السوق الذين قدروا 160,000 وظيفة. ورغم هذه الزيادة المتواضعة في الوظائف، شهد معدل البطالة تحسناً طفيفاً بانخفاضه إلى 4.2% مقارنة بالشهر السابق الذي بلغ 4.3%. هذا التحسن يعكس حالة من الاستقرار النسبي في سوق العمل، ولكنه لا يزال غير كافٍ لدفع عجلة الاقتصاد بشكل ملموس.
من ناحية أخرى، ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.40% على أساس شهري، وهو ارتفاع غير متوقع يعزز من القدرة الشرائية للعاملين، لا سيما في ظل تحقيق زيادات حقيقية في الأجور عبر مختلف القطاعات. كما شهد متوسط ساعات العمل الأسبوعية انتعاشاً حيث بلغ 34.3 ساعة أسبوعياً، مما يعيد السوق إلى المستويات التي شهدتها الفترة بين أبريل ويونيو.
رغم هذه المؤشرات، أعرب محللو سيتي بنك عن قلقهم حيال تقرير الوظائف الأخير. فقد أشاروا إلى أن إضافة 142,000 وظيفة، والتي جاءت أقل من التوقعات، بالإضافة إلى المراجعات الهبوطية للأشهر السابقة، تعد دلائل على وجود ضعف مستمر في سوق العمل. كما أبدوا تخوفهم من عدم قدرة السوق على التعافي بشكل واضح من التباطؤ الذي شهده في يوليو.
في مذكرة تحليلية، صرح خبراء الاقتصاد لدى سيتي بنك: “إن هذه الأرقام تتماشى مع مؤشرات أخرى تدل على أن سوق العمل ما زال يضعف تدريجياً، وهو ما يعد إشارة كلاسيكية على اقتراب الاقتصاد الأمريكي من الركود.”
توقعات سيتي بنك لقرار الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر:
“تقرير الوظائف الأخير ليس حاسماً فيما يتعلق بحجم رفع سعر الفائدة المنتظر في سبتمبر، لكن توقعاتنا الأساسية تشير إلى رفع بمقدار 50 نقطة أساس.”
وأضافوا: “نحن مقتنعون بشكل متزايد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على رفعات أكبر في المستقبل، خاصة إذا استمر سوق العمل في إظهار علامات التباطؤ.”
تؤكد هذه التحليلات أن الفيدرالي الأمريكي يقف أمام قرارات معقدة تهدف إلى السيطرة على التضخم دون الإضرار بسوق العمل بشكل كبير.
