يبحث الكثير من المهتمين بالصحة عن دعامة الإنتصاب الهيدروليكية حيث أن تعتبر زراعة الدعامة الهيدروليكية هي واحدة من البدائل المتاحة لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجال. تتميز هذه العملية بقدرتها على تصحيح مشكلة ضعف الانتصاب بشكل فعال، ولكنها في الوقت نفسه تعتبر خيارًا مكلفًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تواجه بعض التحديات في أداء وظيفتها في بعض الحالات. وكما هو الحال مع الجراحات الأخرى، يمكن أن تترتب على زراعة الدعامة الهيدروليكية مضاعفات محتملة مثل العدوى وغيرها من المشكلات. لذلك، يُفضل دائمًا استشارة الطبيب حول مزايا وعيوب هذا الإجراء قبل اتخاذ قرار.
ضعف الانتصاب، المعروف أيضًا بمصطلح اضطراب الانتصاب، يشير إلى عدم القدرة على تحقيق أو الحفاظ على انتصاب القضيب بشكل كافٍ لممارسة العلاقة الجنسية بشكل مُرضِي. يُعتبر ضعف الانتصاب واحدًا من أكثر الاضطرابات الجنسية شيوعًا بين الرجال، ويعاني منه نصف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 سنة بدرجات متفاوتة.
على مر العقود، قام الأشخاص بتجربة مجموعة متنوعة من العلاجات مثل الأعشاب والمراهم والمُنشّطات الجنسية لمعالجة ضعف الانتصاب. تاريخيًا، بدأت محاولات جادة لاستعادة القدرة على الانتصاب منذ بداية القرن العشرين. تحققت النجاحات في هذا المجال عندما نفذ الجراح برانتلي سكوت أول عملية زراعة لدعامة هيدروليكية قابلة للنفخ في عام 1973. بعد ذلك، بدأ العلماء في تطوير أنواع متعددة من الدعامات التي يمكن زراعتها لتحسين الأداء الجنسي في حالات ضعف الانتصاب، وأصبحت زراعة الدعامة واحدة من الخيارات المتاحة للتعامل مع هذه المشكلة.
دعامة الانتصاب، أو الغريسات القضيبية (Penile prosthesis)، تعتبر واحدة من البدائل المطروحة لحل مشكلة ضعف الانتصاب في حالات محددة. يُظهر السبب الرئيسي لاختيار هذا الإجراء في الحالات التالية:
- عدم استجابة مشكلة ضعف الانتصاب للعلاجات التحفظية، أي العلاجات التي لا تعتمد على الوسائل غير الجراحية، مثل الحقن القضيبي (Intracavernous injection) أو استخدام أدوية مثبطات الإنزيم فوسفودايستريز (Phosphodiesterase inhibitors).
- وجود عوامل صحية تعيق استخدام العلاجات غير الجراحية لحل مشكلة ضعف الانتصاب لدى المريض.
- وجود مرض بيروني (Peyronie’s disease) مصاحبًا لضعف في الانتصاب.
- وجود تليف في القضيب.
- العجز الجنسي المرتبط بمشكلة نفسية.
تعتمد اختيار نوع دعامة الانتصاب المناسبة على تقدير وتوصية الطبيب المتخصص، الذي يعتمد على خبرته واختصاصه في هذا المجال، بالإضافة إلى مراعاة العوامل الفردية المرتبطة بالمريض والاعتبارات التشريحية.
دعامة الإنتصاب الهيدروليكية
دعامة الإنتصاب الهيدروليكية، المعروفة أيضًا بدعامة الانتصاب القابلة للنفخ (Inflatable penile prosthesis)، هي نوع من الدعامات المصممة لتحسين انتصاب القضيب في حالات ضعف الانتصاب. تتألف هذه الدعامة من اثنتين من الأسطوانات المزروعة في الأجزاء الجسدية المليئة بالأوعية الدموية في القضيب المعروفة بـ “Corpora cavernosa”. هذه الأسطوانات متصلة بمضخة تستخدم لضخ محلول ملحي معقم ومحفز إلى داخلها بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تمدد الأسطوانات وبالتالي انتصاب القضيب.
من الجدير بالذكر أن متوسط فترة صلاحية الدعامة الهيدروليكية يتجاوز حوالي 20 سنة بعد تركيبها، وهذا وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Urology” في عام 2022.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الدعامات الهيدروليكية المتاحة:
- الدعامة الهيدروليكية ذات القطعة: تتكون هذه الدعامة من اثنتين من الأسطوانات وخزان صغير مدمج في نهاية كل أسطوانة.
- الدعامة الهيدروليكية ذات القطعتين: هذه الدعامة تتكون من اثنتين من الأسطوانات القابلة للنفخ، وتتصل هذه الأسطوانات بمضخة وخزان مدمج في المضخة نفسها ويُثبّت في كيس الصفن. هذه النوعية من الدعامات تعتبر خيارًا جيدًا لأولئك الذين يفضلون وجود مضخة داخل الدعامة ولا يرغبون في وجود خزان إضافي. كما أنها تكون مناسبة للمرضى الذين خضعوا لجراحات في مناطق البطن مسبقًا.
- الدعامة الهيدروليكية ذات الثلاث قطع: هذا النوع من الدعامات يتضمن أسطوانات وخزان منفصل، وتتصل هذه الأسطوانات بمضخة مُثبّتة في كيس الصفن. السائل يتحرك من الخزان إلى الأسطوانات عند ضغط المضخة، مما يؤدي إلى انتصاب القضيب، ويتم تجميع السائل في الخزان عندما يتراجع الانتصاب. وجود الخزان المنفصل يساعد في تقليل المضاعفات المرتبطة بإلحاق الأذى بالأمعاء والأوعية الدموية والمثانة. يجدر بالذكر أن فعالية هذا النوع من الدعامات تقترب إلى حد كبير من الانتصاب الطبيعي للقضيب.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Medical Devices” في عام 2022، تم ملاحظة ارتفاع معدل رضا المرضى وشركائهم عن استخدام كلا من دعامة الانتصاب ذات القطعتين وذات الثلاث قطع. ورغم اختلاف الإيجابيات والسلبيات بين منتجات مختلفة من هذه الدعامات، إلا أن مستوى كفاءتها عالي، وتشير الدراسة إلى انخفاض معدل حدوث المضاعفات المرتبطة بها. بناءً على ذلك، تُعتبر الدعامات الهيدروليكية خيارًا ممتازًا لعلاج ضعف الانتصاب للمرضى المعنيين.
مزايا وعيوب الدعامة الهيدروليكية
الدعامة الهيدروليكية تتميز بعدة مزايا وتعاني من بعض العيوب:
المزايا:
- سهولة الإخفاء: يمكن إخفاء الدعامة بعد تركيبها بشكل فعال، مما يمنح المريض الخصوصية.
- المظهر التجميلي: تتفوق الدعامة الهيدروليكية ذات الثلاث قطع من حيث المظهر التجميلي مقارنةً بالأنواع الأخرى.
- ارتخاء القضيب: بعد تفريغ السائل من الأسطوانات، يمكن للقضيب أن يتراخى بشكل طبيعي، ويتميز ذلك بالليونة، خاصةً في دعامة الانتصاب ذات الثلاث قطع.
- انخفاض محتمل للألم: هناك احتمالية منخفضة لتطور ألم مزمن بعد تركيب الدعامة.
- كفاءة عالية: تعتبر الدعامة الهيدروليكية فعالة وتقريباً تماثل الانتصاب الطبيعي، وذلك خاصةً النوع ذو الثلاث قطع.
العيوب:
- تكلفة عالية: تعتبر الدعامة الهيدروليكية باهظة الثمن.
- فشل الجهاز: قد تحدث حالات فشل للجهاز في أداء وظيفته.
- جراحة معقدة: الجراحة المتعلقة بزراعة الدعامة تعتبر معقدة وتستلزم خبرة جراحية.
- المهارة اليدوية: يتطلب التعامل مع الدعامة الهيدروليكية مهارة يدوية، مما يجعلها غير مناسبة لبعض المرضى.
- رؤية الخزان: في حالة وجود الخزان خارجيًا ومنفصلًا، يمكن رؤيته والشعور بوجوده، مما يمكن أن يسبب بعض المشاكل والمضاعفات.
إذا كان الشخص مهتمًا بزراعة الدعامة الهيدروليكية، يجب عليه استشارة الطبيب المتخصص لمناقشة المزايا والعيوب والاعتبارات الشخصية المتعلقة بحالته الصحية.
مضاعفات ومخاطر الدعامة الهيدروليكية
زراعة الدعامة الهيدروليكية قد تترتب عليها بعض المضاعفات والمخاطر، سواءً ظهرت خلال الجراحة أو بعد انتهائها. من أبرز هذه المضاعفات:
- الإصابة بالعدوى: يمكن أن تظهر أعراض العدوى كألم مستمر في منطقة تثبيت الدعامة، وقد تترافق مع تورم وانتفاخ، وقد تتطلب علاجًا فوريًا لمنع تفاقم الوضع.
- التآكل والتلف: قد يحدث تآكل أو تلف في أجزاء الدعامة مع مرور الوقت، مما يستدعي إجراء إصلاح أو استبدال الدعامة.
- فشل الدعامة: قد تتعطل الدعامة الذكرية وتفشل في أداء وظيفتها بشكل صحيح، مما يتطلب إجراء جراحي لإصلاحها أو استبدالها.
- ثقب مجرى البول: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يحدث ثقب في مجرى البول (Urethral perforation) نتيجة للجراحة.
- تضرر الأوعية الدموية: يمكن أن يحدث تضرر للأوعية الدموية خلال الجراحة، مما يتطلب رعاية طبية فورية.
- إصابات في منطقة البطن: يمكن أن تحدث إصابات في منطقة البطن أثناء عملية تثبيت الخزان أثناء الجراحة.
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه المضاعفات نادرة وتحدث بشكل نسبي نادر. يجب على الأفراد الذين يفكرون في إجراء هذا النوع من الجراحات استشارة الطبيب المتخصص لمناقشة المخاطر المحتملة والفوائد واتخاذ قرار مستنير حسب حالتهم الصحية الفردية.
زراعة الدعامة الهيدروليكية
وزراعة الدعامة الهيدروليكية تُعتبر إجراءً آمنًا وفعالًا لعلاج حالات ضعف الانتصاب، وتسهم بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة. من المتوقع أن تزيد شعبيتها بسبب زيادة حالات ضعف الانتصاب. يمكن أن تستغرق عملية زراعة الدعامة الهيدروليكية وقتًا قصيرًا، ويتم تنفيذها وفقًا لتقنيات جراحية متعددة، حيث يعتمد الاختيار على نوع الدعامة وخبرة الجراح.
قبل الجراحة، يقوم الطبيب بالتركيز على:
- استجواب التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك تاريخ الجراحات السابقة والأدوية المستخدمة.
- إجراء فحص جسدي لتقييم درجة الانتصاب.
- مناقشة إجراءات الجراحة وتوضيح المخاطر والنتائج المتوقعة.
- التحقق من عدم وجود عدوى في الجلد أو الجهاز البولي.
- توصية المرضى الذين يعانون من مرض السكري بمراقبة مستوى السكر في الدم قبل الجراحة.
- توعية المدخنين بأضرار التدخين وتأثيره السلبي على العملية.
أثناء الجراحة، يمكن للطبيب اختيار إجراء القطع الجراحي وفقًا لتفضيلاته والظروف الفردية للمريض. وبعد الجراحة، يتم تقديم العناية اللازمة للمريض، بما في ذلك توجيهات بشأن استخدام المسكنات والمضادات الحيوية والرعاية الشخصية. تحدد مواعيد مراجعات المريض لمتابعة تطور الحالة وضمان فعالية الدعامة.
بعد إجراء عملية زراعة الدعامة الهيدروليكية، يُمكن للمريض مغادرة المستشفى خلال يوم أو يومين في حالة عدم وجود مضاعفات. أثناء فترة التعافي في المستشفى، يُعنى الفريق الطبي باتخاذ الإجراءات الضرورية، ويوصي المريض باتباع الإرشادات التالية:
- يُمكن استخدام مسكنات الألم من نوع “Narcotic” لفترة قصيرة إذا كان هناك ألم.
- يُستخدم المضادات الحيوية حسب توصيات الطبيب إذا كان ذلك مطلوبًا.
- يجب تجنب حمل الأشياء الثقيلة حتى موعد المراجعة التالية، والتي يتم تحديدها عادة خلال 7-14 يومًا من الجراحة.
- يتم تقديم دعم لمنطقة الصفن بالطريقة التي يراها الطبيب مناسبة بعد إزالة لصقات الجروح.
- يُسمح عادة بالاستحمام في معظم الحالات بعد مرور 24 ساعة من الجراحة.
- يجب مراعاة الضغط على المضخة بحذر عدة مرات يوميًا بعد مغادرة المستشفى، وذلك وفقًا لتوجيهات الطبيب لتجنب إزاحتها من مكانها.
ويتم تحديد مواعيد مراجعات متكررة مع الطبيب بعد الجراحة لمراقبة فعالية الدعامة وملاحظة أي أعراض تشير إلى وجود عدوى أو مضاعفات أخرى. عادةً ما يكون الموعد الأول بعد أسبوعين من الجراحة، وتبدأ محاولات تعليم المريض كيفية استخدام الدعامة بعد مرور حوالي 4 أسابيع من الجراحة، وعادةً ما يُسمح للمريض باستخدام الدعامة بعد مرور 6 أسابيع تقريبًا على زراعتها.