سجلت مبيعات التجزئة الأمريكية انخفاضًا ملحوظًا خلال شهر يناير، في إشارة واضحة إلى تباطؤ الطلب الاستهلاكي الذي يعد من المحركات الرئيسية للاقتصاد الأمريكي. ووفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة يوم الجمعة، فقد تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.9% خلال الشهر الماضي، بعد أن شهد شهر ديسمبر مراجعة تصاعدية لمعدل النمو، الذي بلغ 0.7%.
ويأتي هذا التراجع في وقت كانت فيه توقعات الاقتصاديين أكثر تفاؤلًا، حيث كانوا يرجحون انخفاضًا طفيفًا لا يتجاوز 0.2% فقط. ويعكس هذا التراجع الحاد ضغوطًا متزايدة على المستهلكين، وسط تأثيرات ارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار التشديد النقدي الذي فرضه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لكبح التضخم خلال العام الماضي.
وقد تؤدي هذه البيانات إلى تعزيز التوقعات باتخاذ الفيدرالي موقفًا أكثر مرونة فيما يتعلق بالسياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة. فمن المرجح أن يدفع تباطؤ إنفاق المستهلكين واضطراب قطاع التجزئة صانعي السياسة النقدية إلى إعادة النظر في مسار أسعار الفائدة، خصوصًا مع تزايد المخاوف بشأن تأثير التشديد النقدي على النمو الاقتصادي.
يُشار إلى أن مبيعات التجزئة تمثل مؤشرًا مهمًا على صحة الاقتصاد الأمريكي، حيث تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. وإذا استمر الاتجاه التراجعي خلال الأشهر المقبلة، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني نهج أكثر تيسيرًا، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة لدعم النشاط الاقتصادي وتحفيز الإنفاق الاستهلاكي.