واصل الين الياباني مكاسبه في الأسواق الآسيوية خلال تعاملات يوم الجمعة، مسجلاً ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي. جاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد التوقعات بأن بنك اليابان سيتجه إلى تشديد سياسته النقدية عبر رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل، في ظل استمرار تصاعد الضغوط التضخمية في البلاد. كما استفاد الين من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما قلص من جاذبية الدولار أمام العملة اليابانية.
نظرة سعرية على أداء الين الياباني
سجل الدولار الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.25% أمام الين ليصل إلى 152.44¥، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 152.79¥، في حين بلغ أعلى مستوى له خلال الجلسة 153.15¥. وكان الين الياباني قد اختتم تعاملات يوم الخميس على مكاسب قوية بلغت 1.05% أمام الدولار، في أكبر ارتفاع يومي له منذ 5 فبراير، بعدما لامس أدنى مستوى في أسبوعين عند 154.80¥.
تصاعد الضغوط التضخمية يعزز احتمالات رفع الفائدة
جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة لتؤكد استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية، حيث أظهرت بيانات طوكيو يوم الخميس أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع بنسبة 4.2% على أساس سنوي في يناير، وهي أسرع وتيرة ارتفاع منذ مايو 2023، متجاوزًا توقعات السوق التي أشارت إلى زيادة بنسبة 4.0%. كما كان المؤشر قد سجل ارتفاعًا بنسبة 3.9% في ديسمبر الماضي.
يُعد مؤشر أسعار المنتجين مؤشرًا استباقيًا لمستوى التضخم في المستقبل، حيث يعكس مدى تأثير تكاليف الإنتاج على أسعار المستهلكين. وبالتالي، فإن استمرار ارتفاعه يزيد من احتمالات أن يواجه بنك اليابان مزيدًا من الضغوط للتحرك نحو رفع أسعار الفائدة، وهو ما يعزز من قوة الين.
تزايد الرهانات على رفع أسعار الفائدة اليابانية
بالتزامن مع صدور البيانات التضخمية، ارتفعت احتمالات قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية خلال اجتماع مارس المقبل، لتصل إلى 75% بعد أن كانت عند 70% في وقت سابق.
ورغم هذه التوقعات المتزايدة، فإن الأسواق ستراقب عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة، خاصة تلك المتعلقة بالتضخم، البطالة، والأجور، والتي ستحدد بشكل أكبر توجهات البنك المركزي الياباني في اجتماعه القادم.
فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة
لا تزال فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة عند 400 نقطة أساس لصالح الدولار، وهو عامل رئيسي يؤثر في تحركات زوج الدولار/الين. أي إشارة إلى تقليص هذه الفجوة ستدعم المزيد من مكاسب الين، بينما قد يؤدي اتساعها إلى الضغط على العملة اليابانية.
تراجع عوائد السندات الأمريكية يعزز مكاسب الين
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات تراجعًا بنسبة 0.25% يوم الجمعة، ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 4.660%. وقد أدى هذا التراجع إلى إضعاف الدولار أمام العملات الرئيسية، مما وفر دعمًا إضافيًا لصعود الين الياباني.
ويأتي تراجع العوائد الأمريكية في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة، أبرزها بيانات مبيعات التجزئة الشهرية، والتي تُعتبر مؤشرًا رئيسيًا لقياس قوة الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصاد الأمريكي.
التوقعات المستقبلية لتحركات الين
إذا جاءت بيانات التجزئة الأمريكية أقل من توقعات السوق، فقد تزداد احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في مارس، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من التراجع في الدولار الأمريكي، ويدعم استمرار صعود الين الياباني في المدى القريب.