يشهد سوق الذهب تقلبات حادة، حيث انخفضت أسعار المعدن النفيس في المعاملات الفورية إلى مستوى 2,864 دولارًا للأوقية، متأثرة ببيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت ارتفاعًا أقوى من المتوقع، مما عزز المخاوف بشأن مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ورغم هذا التراجع، استعاد الذهب بعضًا من خسائره ليصل إلى 2,884 دولارًا في السوق الفوري و2,909 دولارًا للعقود الآجلة، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب فيها الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية، ما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
تصريحات باول تضغط على الذهب
في جلسة الثلاثاء، أدلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتصريحات متشددة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، ولا يوجد تعجل في خفض أسعار الفائدة، لكنه أكد استعداد الفيدرالي للتحرك إذا تباطأ التضخم أو ضعف سوق العمل. هذه التصريحات أثارت مخاوف المستثمرين بشأن وتيرة التيسير النقدي، ما دفع الذهب للتراجع من مستوياته القياسية.
ويعد الذهب أداة تحوط رئيسية ضد التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبيته، نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عوائد.
ترقب بيانات التضخم الأمريكية
يترقب المستثمرون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في وقت لاحق اليوم، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع المؤشر بنسبة 0.3% في يناير، بعد زيادة بنسبة 0.4% في ديسمبر. كما سيتم الإعلان عن بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس، مما قد يحدد اتجاه الأسواق في الفترة المقبلة.
الرسوم الجمركية تزيد المخاوف
في سياق آخر، أثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم، ردود فعل غاضبة من المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي، مما زاد من احتمالات تصاعد الحرب التجارية، وهو ما قد يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
استقرت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل عند 2,932.60 دولارًا للأوقية، بعدما لامست مستوى 2,968.50 دولارًا خلال التداولات. بينما تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.4% إلى 2,885.53 دولارًا، بعد تسجيله مستوى قياسي بلغ 2,942.70 دولارًا في جلسة الثلاثاء.
أما بالنسبة للمؤشر الدولار، فقد ارتفع بنسبة 0.06% ليصل إلى 107.9 نقطة، مما زاد من الضغوط على أسعار الذهب.
المعادن النفيسة الأخرى
- الفضة: انخفضت بنسبة 0.2% إلى 31.83 دولارًا للأوقية.
- البلاتين: تراجع بنسبة 0.5% إلى 978.06 دولارًا.
- البلاديوم: هبط بنسبة 0.2% ليصل إلى 973.54 دولارًا.
التوقعات المستقبلية للذهب
رغم الضغوط الحالية، لا تزال البنوك الاستثمارية متفائلة بشأن أداء الذهب، حيث توقعت بعض التقديرات وصوله إلى 3,000 دولار للأوقية خلال العام الجاري، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية، والتقلبات الاقتصادية، واستمرار المخاوف بشأن التضخم وأسعار الفائدة.
في ظل هذه المعطيات، سيظل الذهب في دائرة الضوء، إذ يترقب المستثمرون إشارات جديدة من الفيدرالي، ونتائج البيانات الاقتصادية المقبلة، التي قد تحدد اتجاه الأسعار في الأسابيع القادمة.
