تواجه بيتكوين (BTC) مرحلة حاسمة في مسارها السعري، حيث تشير التحليلات الفنية إلى احتمال هبوطها إلى مستوى 75,000 دولار إذا ما تم تأكيد ما يُعرف بنمط الانعكاس الهبوطي للقمة المزدوجة. ويُعد هذا النمط أحد أبرز المؤشرات الفنية التي يستخدمها المحللون لتحديد نقاط التحول في الأسواق المالية.
فهم نمط القمة المزدوجة
يتشكل نمط القمة المزدوجة عندما يسجل الأصل المالي قمتين متتاليتين عند مستوى سعري متقارب، يتوسطهما انخفاض إلى نقطة أدنى تُعرف بخط العنق. يُعد الفشل في تجاوز القمة الثانية إشارة إلى تراجع الزخم الصعودي، ما يمهد الطريق لتحول في الاتجاه العام للسوق.
يتم تأكيد هذا النمط عندما يكسر السعر خط العنق بشكل حاسم، مما يشير إلى أن البائعين قد سيطروا على السوق. في حالة بيتكوين، يقع خط العنق الحالي عند مستوى 91,300 دولار، وإذا أغلق السعر دونه، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط إضافي نحو هدف يبلغ 75,000 دولار، وفقًا لأسلوب الحركة المقاسة المستخدم في التحليل الفني.
أداء بيتكوين في الأسواق
سجلت بيتكوين تراجعًا ملحوظًا إلى أقل من 100,000 دولار في الأيام الأخيرة، بعد فشلها في الحفاظ على مكاسبها القياسية التي حققتها في ديسمبر. يشير هذا الأداء إلى احتمالية تكوين نمط القمة المزدوجة، مما يثير مخاوف من مزيد من الانخفاضات.
القرار الأمريكي وتأثيره المحدود
على الرغم من إصدار الرئيس الأمريكي قرارًا بتشكيل مجموعة عمل لتنظيم قطاع العملات المشفرة، لم يُسهم هذا الإعلان في تحقيق استقرار كبير في السوق. يُذكر أن المجموعة ستعمل على تقديم إطار تنظيمي خلال الأشهر الستة المقبلة، مع دراسة إنشاء احتياطي من العملات المشفرة، وهو وعد انتخابي كان قد أطلقه الرئيس ترمب.
ورغم التوقعات بأن يؤدي القرار إلى دعم بيتكوين، لم تُظهر السوق استجابة إيجابية قوية. ويرجع ذلك إلى غياب تفاصيل محددة حول نية الولايات المتحدة إنشاء احتياطي من بيتكوين أو الشروع في شرائها.
دور ترمب في تعزيز القطاع
منذ فوزه في الانتخابات، شهدت بيتكوين ارتفاعًا بأكثر من 50%، مدعومة بتغير موقف الرئيس ترمب تجاه العملات المشفرة. وخلال حملته الانتخابية، تعهد بجعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للعملات الرقمية، كما عيّن شخصيات بارزة لدعم هذا التوجه.
التأثير الأوسع على الأسواق
بالتزامن مع هذه التطورات، شهدت الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة. افتتحت الأسواق الآسيوية على ارتفاع، بينما تراجعت العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية نتيجة مخاوف متزايدة بشأن التأثير المحتمل لنموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” على الأسواق.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار حالة عدم اليقين، تظل بيتكوين تحت ضغط كبير، خاصة مع اقترابها من مستويات حرجة قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في السوق. وإذا ما تم تأكيد نمط القمة المزدوجة، فقد تكون العملة الرقمية على موعد مع انخفاض كبير في قيمتها، ما يعيد ترتيب الأوراق في سوق العملات المشفرة.