الذهب يتراجع تحت ضغط الدولار وترقب اجتماع الفيدرالي وسط توترات جيوسياسية

admin27 يناير 2025آخر تحديث :
أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، في وقت تركز فيه أنظار المستثمرين على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأول لعام 2025 لاستقاء إشارات واضحة حول مسار السياسة النقدية الأمريكية. يأتي هذا التراجع وسط حالة من الترقب التي تطغى على الأسواق، لا سيما مع استمرار تأثير التوترات الجيوسياسية والتحركات الاقتصادية العالمية.

وصرح ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق في شركة IG، بأن “الدولار الأمريكي يعد العامل الرئيسي في الضغط على الذهب. ومع ذلك، فإن الحركة الحالية تشير إلى أن الاتجاه الهبوطي للمعدن الأصفر لا يزال محدودًا، ربما بسبب الطلب المستمر على الملاذات الآمنة.”

تأثير التوترات الجيوسياسية

في سياق منفصل، توصلت الولايات المتحدة وكولومبيا إلى اتفاق لتجنب حرب تجارية بعد موافقة كولومبيا على استقبال الطائرات العسكرية التي تحمل مهاجرين مرحّلين. هذه الخطوة تعكس استمرار حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، وهو ما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

لطالما اعتُبر الذهب ملاذًا آمنًا ضد التضخم والاضطرابات الجيوسياسية، لكنه يواجه ضغوطًا في بيئة ترتفع فيها أسعار الفائدة، نظرًا لكونه لا يدر عائدًا.

الفيدرالي ومسار السياسة النقدية

من المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة خلال اجتماعه الذي سيُعقد على مدار يومي 28 و29 يناير. هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من التخفيضات التي بدأت في سبتمبر الماضي، مع التركيز على كيفية تفاعل الفيدرالي مع تعليقات الرئيس ترامب الذي يدعو إلى مزيد من خفض الفائدة.

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن التضخم يتحرك ببطء نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، مع استمرار تحسن معدلات التوظيف والنمو الاقتصادي.

أداء الذهب والمعادن الأخرى

خلال تعاملات الجمعة الماضية، ارتفعت أسعار الذهب لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدعومة بتراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين لأول مرة منذ ستة أشهر. عند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.5% لتصل إلى 2778.9 دولار للأوقية، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 1.1%، مما يعكس استمرار الاتجاه الصعودي للأسبوع الرابع على التوالي.

لكن يوم الاثنين، انخفضت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.7% لتسجل 2,751.71 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 0.8% إلى 2,756.30 دولارًا. على الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مما أدى إلى زيادة تكلفة الذهب لحاملي العملات الأخرى.

وفيما يخص المعادن الأخرى، انخفضت الفضة الفورية بنسبة 1.3% لتصل إلى 30.20 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 1.8% إلى 969.83 دولارًا، وهبط البلاتين بنسبة 0.9% ليبلغ 940.40 دولارًا.

نظرة مستقبلية

مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، يظل الذهب تحت المجهر كمؤشر رئيسي على اتجاهات السوق. سيظل اجتماع الفيدرالي المقبل محط أنظار المستثمرين، خاصة مع تطلع الأسواق إلى أي إشارات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وسط التوترات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.