شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة ملحوظة خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث لامست أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، مدفوعة بحالة من عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية الأميركية. ويأتي هذا الأداء القوي للذهب في ظل دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى خفض أسعار الفائدة، مما ضغط على الدولار ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 1% خلال الأسبوع، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي له منذ شهرين، وهو ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الأجانب. وعلق جيجار تريفيدي، كبير المحللين في شركة Reliance Securities، قائلًا: “انخفاض الدولار جاء نتيجة تصريحات ترامب غير المتوقعة، والتي أثرت على توجهات السوق.”
الطلب على الذهب مدعوم بعدم اليقين
تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع دعوة ترامب لخفض فوري في أسعار الفائدة وغياب الوضوح بشأن خطط الرسوم الجمركية، مما عزز من جاذبية المعدن النفيس كأداة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية. وفي الوقت ذاته، أعلن بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، فيما ينتظر المستثمرون قرارات رئيسية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل.
على الرغم من حالة التفاؤل المحيطة بالذهب، تشير أداة متابعة الفائدة الأميركية إلى أن المتداولين لا يتوقعون أي خفض في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي قريبًا، وهو ما قد يؤثر على أداء المعدن الأصفر على المدى القصير.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
في ختام تداولات الخميس، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.2% لتصل إلى 2765 دولارًا للأوقية، متأثرة بعمليات جني الأرباح بعد تحقيق مكاسب كبيرة. ومع ذلك، استعاد الذهب الفوري زخمه يوم الجمعة، حيث ارتفع بنسبة 0.7% ليصل إلى 2773.57 دولارًا للأوقية، مسجلًا مكاسب أسبوعية تتجاوز 2%.
أما المعادن الأخرى، فقد شهدت أيضًا أداءً إيجابيًا، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.1% إلى 30.78 دولارًا للأوقية، وزاد البلاديوم بنسبة 0.9% ليصل إلى 1000.85 دولارًا، فيما صعد البلاتين بنسبة 1% إلى 952.10 دولارًا للأوقية.
النظرة المستقبلية
يبدو أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صعوديًا، حيث توقع كايل رودا، محلل الأسواق المالية في Capital.com، أن يستمر المعدن النفيس في تحقيق مستويات قياسية قد تصل إلى 3000 دولار للأوقية خلال العام الجاري.
