حول عملات رقمية مختلفة أثار “أنتوني سكاراموتشي”، مؤسس شركة “سكاي بريدج كابيتال” ومدير الاتصالات الأسبق بالبيت الأبيض، جدلًا واسعًا بتصريحاته خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا. حيث أعرب عن مخاوفه من التأثير السلبي المحتمل لعملات الميم الجديدة المرتبطة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب، محذرًا من أن هذه العملات قد تضع المستثمرين الأفراد في مواجهة خسائر مالية جسيمة.
وفي حديثه لموقع “ياهو فاينانس”، وصف سكاراموتشي هذه العملات بأنها “رموز مقامرة”، مشيرًا إلى أن ارتباطها بشخصيات سياسية بارزة مثل ترامب يمثل خطرًا على المستثمرين. وأضاف: “مجتمعنا دائمًا ما يحتوي على المقامرة. لكن ترامب يمثل مؤسسة الرئاسة التي كانت رمزًا مهمًا للولايات المتحدة في نظر العالم. لذا، لا أرى أن هذا الاتجاه صحي أو مستدام.”
إطلاق عملات ترامب وميلانيا
في خطوة فاجأت مجتمع العملات المشفرة، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي عن إطلاق عملة “ترامب كوين”، التي تم تطويرها عبر شركة CIC Digital التابعة لمؤسسة ترامب. وبحسب التقارير، تمتلك CIC Digital وشركاتها التابعة نحو 80% من إجمالي عرض العملة، مع خطة لإصدار الرموز المتبقية تدريجيًا على مدار السنوات الثلاث المقبلة. وستحقق الشركات التابعة عائدات مالية من التداول عند بيع هذه الرموز.
على صعيد آخر، تم إطلاق عملة “ميلانيا كوين” في ليلة تنصيب ترامب، وهي عملة مخصصة للسيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب. وبذلك، تستفيد عائلة ترامب بشكل مباشر من هذا الاتجاه الجديد.
تقلبات السوق
شهدت “ترامب كوين” ارتفاعًا مذهلًا في قيمتها السوقية، حيث وصلت إلى 73 مليار دولار خلال 48 ساعة فقط، متجاوزة بذلك عملة “دوج كوين” لتصبح أكبر عملة ميم من حيث القيمة السوقية. ومع ذلك، تراجعت قيمتها بشكل حاد إلى 7.3 مليار دولار. أما عملة “ميلانيا كوين”، فتبلغ قيمتها السوقية الحالية نحو 732 مليون دولار.
تحول في المشهد السياسي والاقتصادي
وصف المحلل “غاوتام شوجاني” من شركة “بيرنشتاين للأصول الرقمية” هذه التطورات بأنها تمثل تحولًا جذريًا في طريقة تعامل الحكومات مع العملات المشفرة. وقال: “إطلاق عملة ميم من قبل أكبر شخصية سياسية في العالم يشير إلى دخول حقبة تنظيمية جديدة، حيث تُستخدم العملات المشفرة كوسيلة للتواصل المباشر مع الجماهير.”
وأضاف شوجاني أن هذا الاتجاه ليس مقتصرًا على الولايات المتحدة، بل يظهر أيضًا في دول أخرى مثل الأرجنتين وكندا، حيث تفضل الأوساط السياسية اليمينية دعم العملات المشفرة.
موقف سكاراموتشي من العملات المشفرة
بعد فترة قصيرة قضاها كمدير للاتصالات في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، عاد سكاراموتشي إلى قيادة شركته “سكاي بريدج كابيتال”، حيث ركز على الاستفادة من الشعبية المتزايدة للعملات المشفرة. وفي عام 2021، أطلقت الشركة صندوق “سكاي بريدج بيتكوين” لتوفير وسيلة استثمارية مؤسسية للمستثمرين الأثرياء.
ورغم رفضه التعليق على إمكانية إطلاق صندوق جديد للعملات المشفرة، أكد سكاراموتشي أن صندوق العملات البديلة لشركته يحتوي على “عدة مئات من ملايين الدولارات”، مشيرًا إلى أن عام 2024 كان عامًا استثنائيًا من حيث الأداء.
توقعات مستقبلية
فيما يتعلق بتوقعاته للسوق، توقع سكاراموتشي مؤخرًا أن يصل سعر البيتكوين إلى 170,000 دولار خلال العام الحالي. وتأتي هذه التوقعات في ظل تداول العملة عند 104,000 دولار حاليًا، بعد ارتفاع ملحوظ أعقب الانتخابات الأخيرة.
يبقى إطلاق عملات “ترامب كوين” و”ميلانيا كوين” خطوة مثيرة للجدل، تعكس التداخل المتزايد بين السياسة والاقتصاد الرقمي. وبينما يرى البعض فيها فرصة استثمارية، يحذر خبراء مثل سكاراموتشي من المخاطر الكبيرة التي قد تواجه المستثمرين الأفراد، مما يستدعي مزيدًا من الحذر والتنظيم في هذا المجال المتنامي.