خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر دافوس الاقتصادي، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحات قوية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية العالمية. فقد دعا ترامب إلى خفض فوري لمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة أن تتبع البنوك المركزية العالمية نفس النهج لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي.
وقال ترامب نصًا: “سأطالب بخفض معدلات الفائدة فورًا. وبالمثل، يجب أن تنخفض في جميع أنحاء العالم. يجب أن تتبعنا معدلات الفائدة في كل مكان.”
على وقع هذه التصريحات، شهدت الأسواق تقلبات ملحوظة، حيث محا الدولار الأمريكي مكاسبه المسجلة خلال اليوم، ليحتفظ بارتفاع طفيف بنسبة 0.07% عند مستوى 108.03. في المقابل، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند مستوى 2,750.80 دولار للأوقية، مما يعكس حالة من الحذر في أوساط المستثمرين.
انتقادات حادة للاحتياطي الفيدرالي
تعليقات ترامب جاءت متعارضة مع سياسات الاحتياطي الفيدرالي، حيث وجه انتقادات لاذعة لرئيسه جيروم باول، واصفًا إياه بأنه “لاعب جولف لا يعرف كيف يسدد”. هذه التصريحات ليست جديدة، إذ سبق أن انتقد ترامب بشدة إدارة الفيدرالي خلال فترة رئاسته الأولى، معتبرًا أن سياساتهم كانت بطيئة في مواجهة التحديات الاقتصادية.
رؤية ترامب للطاقة والاقتصاد
وفي سياق حديثه عن موارد الطاقة، أكد ترامب أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر احتياطي من النفط والغاز في العالم، مشددًا على ضرورة استخدام هذه الموارد لتعزيز الاقتصاد الأمريكي. وأوضح أن استغلال هذه الثروات سيسهم في خفض تكلفة السلع والخدمات، مما سيعزز مكانة الولايات المتحدة كقوة تصنيع عظمى وعاصمة للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.
وأضاف ترامب: “سأطلب أيضًا من السعودية وأوبك خفض تكلفة النفط”، في إشارة إلى أهمية التنسيق الدولي لتحقيق استقرار في أسواق الطاقة.
أداء أسواق الطاقة
على صعيد أسواق النفط، تراجع سعر خام برنت إلى مستوى 78.45 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 74.72 دولار للبرميل. في الوقت ذاته، عمّقت أسعار الغاز الطبيعي خسائرها، لتصل إلى مستوى 3.895 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مما يعكس استمرار الضغوط على قطاع الطاقة.
تصريحات ترامب في دافوس تسلط الضوء على رؤيته الطموحة لمستقبل الاقتصاد والطاقة، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول مدى توافق هذه الرؤية مع السياسات الحالية ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي.