واصلت أسعار النفط الخام تسجيل تراجعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتسجل انخفاضًا لليوم الثالث على التوالي هذا الأسبوع. ويأتي هذا الانخفاض نتيجة المخاوف المتزايدة بشأن وفرة المعروض النفطي في الأسواق العالمية، التي باتت تلقي بظلالها على معنويات المستثمرين وتوقعات الأسعار في المستقبل القريب.
أداء أسعار النفط في الأسواق العالمية
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.36%، ليستقر سعر البرميل عند 75.58 دولارًا. وفي المقابل، تراجعت عقود خام برنت بنسبة 0.26%، ليبلغ سعر البرميل 79.13 دولارًا. هذا التراجع يعكس استمرار القلق من احتمالية زيادة الإمدادات النفطية خلال عام 2025، ما يزيد من الضغوط على الأسواق التي تعاني بالفعل من حالة من عدم اليقين.
العوامل المؤثرة في انخفاض الأسعار
تأتي هذه الانخفاضات مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، أبرزها التقارير التي كشفت عن ارتفاع صادرات السعودية من النفط الخام إلى أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر. ووفقًا لبيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودي)، سجلت الصادرات السعودية في نوفمبر الماضي 6.206 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ 5.925 مليون برميل يوميًا في أكتوبر، بزيادة قدرها 4.7%. هذه الزيادة الكبيرة في الصادرات عززت المخاوف من وفرة المعروض النفطي، خاصة مع استقرار الطلب العالمي عند مستويات متواضعة.
من جهة أخرى، تترقب الأسواق عن كثب تأثير السياسات الأمريكية الجديدة على سوق الطاقة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة. هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول كيفية تأثيرها على الإمدادات النفطية العالمية، مما أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد.
أداء عقود الطاقة الأخرى
لم تقتصر التقلبات على أسعار النفط الخام فقط، بل شملت أيضًا أداء العقود الأخرى في قطاع الطاقة. فقد سجلت عقود زيت التدفئة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.10% ليصل سعر الجالون إلى 2.4857 دولار. وفي المقابل، تراجعت عقود البنزين بشكل ملحوظ بنسبة 2.49%، لتسجل 2.0631 دولار للجالون. أما عقود الغاز الطبيعي، فقد شهدت ارتفاعًا قويًا بنسبة 5.22%، ليصل سعر المليون وحدة حرارية بريطانية إلى 3.952 دولار.
التوقعات المستقبلية لسوق النفط
يرى محللو قطاع الطاقة أن تقلبات الأسعار ستستمر في المستقبل القريب، مدفوعة بعوامل متعددة، أبرزها اجتماع منظمة أوبك+ المقبل. ومن المتوقع أن يحمل هذا الاجتماع قرارات جديدة بشأن مستويات الإنتاج، ما قد يسهم في تهدئة الأسواق أو زيادة اضطرابها. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تطورات جيوسياسية قد تترك أثرًا فوريًا على حركة الأسعار، ما يجعل سوق النفط عرضة لتغيرات مفاجئة.
تواجه أسواق النفط تحديات متزايدة نتيجة وفرة المعروض وعدم وضوح الرؤية حول مستويات الطلب العالمي. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية، يبقى المشهد النفطي مفتوحًا على سيناريوهات مختلفة قد تعيد تشكيل حركة الأسعار خلال الأشهر المقبلة.