رغم قيام العديد من الجهات بتخفيض مستهدفاتها لسعر الذهب في عام 2025 إلى ما دون مستوى 3000 دولار للأونصة، إلا أن المعدن النفيس واصل تسجيل مكاسب قوية، متجاوزًا مستويات مقاومة حرجة عند 2700 دولار للأونصة. هذه الارتفاعات جاءت بدعم من استمرار التضخم العنيد وزيادة الضبابية الاقتصادية، مع استمرار الحكومات في مواجهة أعباء الديون المتصاعدة.
أداء الذهب في الأسبوع الأول من 2025
اختتم الذهب الأسبوع الأول من التداول في العام الجديد عند أعلى مستوى له منذ شهر، حيث أغلق عند 2703 دولارات للأونصة، مسجلًا ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 0.51%. هذا الأداء جاء على الرغم من بقاء مؤشر الدولار الأمريكي مرتفعًا فوق مستوى 109 نقاط، وهو ما يعكس قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق.
تحديات أمام الذهب رغم المكاسب
ورغم هذه المكاسب، لا تزال أمام الذهب تحديات واضحة. فبعد شهرين من الاستقرار النسبي، يتوقع المحللون أن يواجه المعدن النفيس مقاومة عند مستوى 2725 دولارًا. ويأتي هذا في وقت حساس يشهد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أثارت تصريحاته الاقتصادية قلق الأسواق.
تصريحات ترامب حول زيادة التعريفات الجمركية لدعم القطاع الصناعي الأمريكي أدت إلى تعزيز الدولار، لكنها أثارت أيضًا مخاوف بشأن التضخم واحتمالية حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي نتيجة حروب تجارية محتملة.
آراء الخبراء حول مستقبل الذهب
أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أشار إلى أن مستوى 2725 دولارًا يمثل مقاومة رئيسية قد تعيق صعود الذهب حتى تتضح معالم سياسات ترامب وتأثيرها على الدولار والعوائد الأمريكية. وأضاف أن الأخبار المتعلقة بالإنفاق الحكومي والتعريفات الجمركية ستكون حاسمة في تحديد مسار الذهب.
من جهة أخرى، أكد جيمس ستانلي، كبير استراتيجيي الأسواق في فوركس دوت كوم، أن سياسات ترامب المتوقعة بعدم تقليل الإنفاق الحكومي قد تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، خاصة مع احتمالات تخفيف قيمة العملات الورقية.
مكاسب الذهب أمام العملات العالمية
لم تقتصر مكاسب الذهب على الدولار الأمريكي فحسب، بل امتدت لتشمل عملات رئيسية أخرى مثل اليورو، الجنيه الإسترليني، اليوان الصيني، والدولار الكندي. ووفقًا للمحلل المستقل جيسي كولومبو، فإن هذه المكاسب تشير إلى توقعات بمزيد من الصعود على المدى القريب، مع احتمالية تجاوز مستوى 2800 دولار للأونصة.
هل يصل الذهب إلى 3000 دولار؟
يرى بعض المحللين أن مستوى 3000 دولار قد يكون هدفًا قابلًا للتحقيق في النصف الثاني من العام، إذا استمرت الظروف الاقتصادية الحالية. ومع ذلك، حذر آخرون من احتمالية حدوث تصحيحات سعرية مشابهة لما حدث سابقًا، عندما فقد الذهب 5% من قيمته بعد الوصول إلى مستويات قياسية.
أحداث اقتصادية تستحق المتابعة
- الاثنين: تنصيب الرئيس الأمريكي واجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي.
- الخميس: بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة.
- الجمعة: إصدار بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) ومبيعات المنازل القائمة.
في ظل هذه المعطيات، يظل الذهب تحت الأنظار كأحد أهم الأصول التي تعكس حالة الاقتصاد العالمي، وسط توقعات بمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة.
