كشف بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) في تقريره الأخير عن تحركات مالية بارزة شهدتها الأسواق العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 15 يناير 2025. وأشار التقرير إلى تسجيل صناديق أسواق المال أكبر تدفقات خارجة منذ أبريل 2024، حيث تم سحب 83.5 مليار دولار، ما يعكس تغييرات استراتيجية كبيرة في سلوك المستثمرين.
في المقابل، شهدت الأسهم تدفقات داخلة بقيمة 13 مليار دولار، بينما جذبت السندات 11.4 مليار دولار. كما شهد الذهب زخمًا ملحوظًا بتدفقات داخلة بلغت 1.3 مليار دولار، في حين واجهت العملات الرقمية تحديات بتسجيلها تدفقات خارجة قدرها 900 مليون دولار.
أداء الأصول وتوجهات الاستثمار
أكد فريق الخبراء الاستراتيجيين في بنك أوف أمريكا بقيادة مايكل هارتنت أن السلع كانت الأفضل أداءً منذ قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. وأوصى الفريق المستثمرين بالاستمرار في الاستثمار في السلع، مشيرين إلى تحسن مؤشرات مديري المشتريات العالمية، وزيادة السيولة النقدية الصينية، وتراجع الدولار الأمريكي.
ومع ذلك، نصح هارتنت المستثمرين بتحويل تركيزهم من النفط إلى الذهب، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها مناطق مثل روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط، والتي قد تتجه نحو السلام.
الأسهم: فرص وتحديات
رغم التفاؤل الحذر، يرى الخبراء أن الأسهم تواجه تحديات مرتبطة بالتقييمات العالية وتحديد المواقع. وأبدى هارتنت تفاؤله بالقطاعات الحساسة لأسعار الفائدة، مثل شركات بناء المنازل والمرافق والمالية وصناديق الاستثمار العقاري. كما أشار إلى أن عام 2025 قد يكون واعدًا للأسهم الدولية، لا سيما في أوروبا والصين والأسواق الناشئة، بفضل السياسات التيسيرية، ضعف العملات، وانخفاض التقييمات.
تدفقات إقليمية
على الصعيد الإقليمي، سجلت الأسهم الأمريكية ثالث أسبوع على التوالي من التدفقات الداخلة، بقيمة 11.6 مليار دولار. كما حققت الأسهم اليابانية أكبر تدفق لها في 11 أسبوعًا، بقيمة 1.1 مليار دولار. في المقابل، عانت الأسواق الناشئة من تدفقات خارجة بقيمة 2.2 مليار دولار، بينما شهدت أوروبا الأسبوع السادس عشر على التوالي من التدفقات السلبية بخسارة 700 مليون دولار.
أدوات الدخل الثابت
واصلت السندات ذات التصنيف الاستثماري تحقيق مكاسب مستمرة، مسجلة تدفقات داخلة بقيمة 5.5 مليار دولار للأسبوع الرابع والستين على التوالي. كما أضافت سندات الخزانة الأمريكية 3.5 مليار دولار في رابع أسبوع من التدفقات الإيجابية. ومع ذلك، واجهت السندات ذات العائد المرتفع خسائر بتسجيل تدفقات خارجة قدرها 100 مليون دولار، في حين فقدت ديون الأسواق الناشئة 300 مليون دولار للأسبوع الثاني على التوالي.
القروض المصرفية
حافظت القروض المصرفية على أدائها القوي، مضيفة 2.1 مليار دولار في الأسبوع الخامس عشر على التوالي من التدفقات الداخلة، ما يعكس استمرار جاذبيتها للمستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة.
تظهر البيانات الأخيرة من بنك أوف أمريكا أن الأسواق تشهد تحولات ديناميكية متسارعة، مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة. ومع استمرار المستثمرين في تعديل استراتيجياتهم، تبقى السلع والأسهم الدولية محط اهتمام رئيسي، بينما تواجه الأسواق الناشئة والعملات الرقمية تحديات ملحوظة.
