شهدت الأسواق المالية تفاعلات ملحوظة عقب صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، التي عكست أداءً متباينًا للاقتصاد. أبرز هذه البيانات تمثلت في ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، وصعود مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية، إلى جانب نمو محدود في مبيعات التجزئة خلال شهر ديسمبر.
طلبات إعانة البطالة ترتفع عن التوقعات
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية تسجيل 217 ألف طلب جديد لإعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي، متجاوزةً التوقعات السابقة عند 203 آلاف طلب. وعلى الرغم من أن الزيادة طفيفة، فإنها تُعد إشارة سلبية على أداء سوق العمل، مما يضغط على الدولار الأمريكي الذي يعتمد أداؤه بشكل كبير على قوة الاقتصاد المحلي.
مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية يسجل قفزة تاريخية
في المقابل، جاء أداء مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية إيجابيًا بشكل غير متوقع، حيث سجل 44.3 نقطة في يناير، مرتفعًا بقوة عن القراءة السلبية لشهر ديسمبر عند -10.9 نقطة. هذه القفزة غير المتوقعة، التي تجاوزت التوقعات السلبية عند -5.0 نقاط، تعكس تحسنًا ملحوظًا في قطاع التصنيع، ما يُعزز التفاؤل بشأن التعافي الصناعي.
نمو محدود في مبيعات التجزئة
أما على صعيد مبيعات التجزئة، فقد أظهرت البيانات نموًا بنسبة 0.4% على أساس شهري في ديسمبر، وهو ما يقل عن التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.5%. وعلى الرغم من هذا التباطؤ، فإن الأداء يُظهر تحسنًا مقارنة بشهر نوفمبر، الذي سجل نموًا بنسبة 0.2%.
مؤشر الدولار الأمريكي يتعافى
تزامنًا مع هذه البيانات، شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.16% ليصل إلى 109.120، متعافيًا من خسائر سابقة. هذا الأداء يعكس استجابة الأسواق للبيانات المتباينة، مع استمرار الضغط على الدولار بسبب توقعات التباطؤ الاقتصادي.
تحديات إضافية في الأسواق العالمية
على الجانب الآخر من العالم، تأثرت العملات الرئيسية كالجنيه الإسترليني واليورو ببيانات اقتصادية ضعيفة، فيما واصل الين الياباني تحقيق مكاسب مدعومًا بتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.
تؤكد هذه التطورات أهمية متابعة البيانات الاقتصادية وتأثيراتها المباشرة على الأسواق العالمية، حيث تظل التوقعات الاقتصادية والسياسات النقدية محور التركيز في ظل تقلبات الأسواق.