شهدت أسعار الذهب العالمية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الخميس، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر. جاء هذا الأداء مدعومًا ببيانات التضخم الأساسي الضعيفة في الولايات المتحدة، التي عززت التوقعات بإمكانية خفض إضافي لأسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي خلال العام الجاري. ومع ذلك، حدت أخبار التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من تحقيق المعدن الأصفر مزيدًا من المكاسب.
دعم من بيانات التضخم
أوضح جيجار تريفيدي، كبير المحللين في شركة “ريلاينس سيكيوريتيز”، أن تباطؤ التضخم الأساسي في الولايات المتحدة كان العامل الرئيسي الذي أعاد إحياء الآمال في اتباع سياسة نقدية أقل تقييدًا. وأضاف أن بيانات التضخم الأخيرة أشارت إلى تباطؤ غير متوقع، في حين أن أسعار المستهلك لم تظهر مفاجآت تصاعدية كبيرة.
وأشار تريفيدي إلى أن هذا التطور عزز أسعار الذهب، حيث إن التقدم في خفض التضخم قد يدفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة نحو تخفيف السياسة النقدية. مثل هذا القرار سيقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب.
احتمالات خفض الفائدة
زادت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بعد صدور بيانات التضخم الأخيرة، حيث أظهرت تداولات العقود الآجلة للفائدة يوم الأربعاء احتمالات متساوية تقريبًا بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل بحلول نهاية عام 2025، مع توقع أول خفض محتمل في شهر يونيو.
وأكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن البيانات الأخيرة تعكس استمرار انخفاض معدلات التضخم، لكنهم أشاروا إلى حالة من عدم اليقين قد تؤثر على القرارات المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية المتوقعة.
اتفاق وقف إطلاق النار وتأثيره
على الجانب الجيوسياسي، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن. وأوضح تريفيدي أن هذا الاتفاق ساهم في تهدئة المخاوف في الأسواق العالمية، مما حد من الزخم الإيجابي للمعدن الأصفر.
أداء الذهب في الأسواق
خلال تعاملات يوم الأربعاء، عزز الذهب مكاسبه مع انخفاض الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية. وعند تسوية التداولات، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 بنسبة 1.3% لتصل إلى 2717.8 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ منتصف ديسمبر 2024.
أما الذهب الفوري، فقد استقر عند مستوى 2697 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 12 ديسمبر. وفي الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 2726 دولارًا.
المعادن الأخرى
فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت أسعار الفضة عند 30.66 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 951 دولارًا. أما البلاتين، فقد شهد انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% مسجلًا 936.45 دولارًا للأوقية.
تظل الأسواق في حالة ترقب للتطورات الاقتصادية والجيوسياسية المقبلة، مع استمرار الذهب في لعب دوره كأداة تحوط فعالة في مواجهة التقلبات.