شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية بشكل جماعي بعد صدور بيانات اقتصادية جديدة عززت الشكوك بشأن تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من عام 2025.
هبوط المؤشرات الرئيسية
تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 627 نقطة، أي ما يعادل 1.4%، فيما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة مماثلة. أما مؤشر ناسداك المركب، الذي يركز على شركات التكنولوجيا، فقد خسر حوالي 2%، مما يعكس مخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي.
بيانات الوظائف تعزز التوقعات المتشددة
وفقًا للبيانات الصادرة، أضاف الاقتصاد الأمريكي 256,000 وظيفة خلال شهر ديسمبر، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى 154,000 وظيفة فقط. في الوقت ذاته، انخفض معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى استقراره عند 4.2%.
هذه الأرقام دفعت عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ أواخر عام 2023، مما زاد من الضغوط على أسواق الأسهم.
التأثير على سياسة الاحتياطي الفيدرالي
يتوقع المتداولون بنسبة 97% أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقبل، مع تزايد التوقعات بأن يستمر في ذلك خلال اجتماع مارس. لكن احتمالات خفض الفائدة في مارس انخفضت إلى حوالي 25% مقارنة بـ41% قبل صدور البيانات، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية.
مخاوف التضخم تثقل كاهل المستثمرين
أظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان لشهر يناير تراجعًا إلى 73.2 نقطة، وهو أقل من التوقعات البالغة 74 نقطة. وارتفعت توقعات التضخم لمدة عام إلى 3.3% مقارنة بـ2.8% سابقًا، فيما وصلت توقعات التضخم لمدة خمس سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو 2008.
تحركات الأسهم
تكبدت أسهم التكنولوجيا خسائر كبيرة، حيث تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 3.5%، فيما انخفضت أسهم بالانتير بنحو 4%. كما هبط سهم نيو بنسبة 3.2%، في حين سجل سهم كانون انخفاضًا بنسبة 1.7%.
على الجانب الآخر، ارتفعت أسهم لوسيد موتورز بنسبة 1.2% إلى 3.04 دولار، مستفيدة من بعض الأخبار الإيجابية في قطاع السيارات الكهربائية.
حركة السلع والعملات
- ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.1% لتصل إلى 2719 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.75% إلى 2690 دولارًا للأوقية.
- صعدت عقود خام برنت بنسبة 2.6% لتسجل 78.94 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة لتصل إلى 75.85 دولارًا للبرميل.
- في الوقت ذاته، ارتفعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.5% لتسجل 109.54 نقطة.
نظرة مستقبلية
مع استمرار صدور بيانات تعكس قوة الاقتصاد الأمريكي، يبدو أن الأسواق ستظل تحت ضغط مع توقعات بتشديد السياسة النقدية لفترة أطول مما كان متوقعًا. هذا الواقع يجعل المستثمرين أكثر حذرًا، مما ينعكس سلبًا على أداء الأسهم، لا سيما في القطاعات الأكثر حساسية لأسعار الفائدة.
