شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، مدعومًا بالكشف عن بيانات اقتصادية هامة تتعلق بسوق العملة الأمريكية. وارتفعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.56% لتصل إلى 109.67 نقطة، مما يعزز مكانة العملة الأمريكية وسط ترقب عالمي لتطورات سوق العمل في الولايات المتحدة.
أداء الدولار الأمريكي
في تداولات الجمعة، تمكن الدولار الأمريكي من الحفاظ على مكاسبه الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1% ليصل إلى 109.040 نقطة. ويبدو أن الدولار في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.3%، مما سيمثل سادس ارتفاع أسبوعي متتالٍ وأطول سلسلة مكاسب منذ عام 2023.
ترقب بيانات سوق العمل
يأتي هذا الأداء القوي للدولار في ظل تركيز الأسواق على تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر، المتوقع صدوره لاحقًا. ومن المتوقع أن تظهر البيانات إضافة الاقتصاد الأمريكي 154 ألف وظيفة خلال ديسمبر، بعد تسجيل 227 ألف وظيفة في نوفمبر، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%.
أي بيانات تفوق التوقعات قد تدفع الأسواق إلى تعديل توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة في عام 2025، ما يعزز قوة الدولار. ووفقًا لمحللين في “ING”، فإن أرقام الوظائف القوية قد تؤدي إلى تأخير خفض أسعار الفائدة المحتمل، مما يزيد من جاذبية العملة الأمريكية.
الجنيه الإسترليني والضغوط الاقتصادية
على الجانب الآخر، يواصل الجنيه الإسترليني تراجعه، حيث انخفض بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.2285 دولار. ويبدو أن العملة البريطانية تتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 1%، متأثرة بعمليات بيع مكثفة في السندات الحكومية البريطانية وتصاعد المخاوف بشأن الوضع المالي في المملكة المتحدة.
اليوان الصيني والبيانات الضعيفة
في آسيا، شهد اليوان الصيني استمرار ضعفه، حيث ارتفع سعر الدولار مقابل اليوان بنسبة 0.3% ليصل إلى 7.3513. ويأتي هذا التراجع نتيجة بيانات تضخم ضعيفة لشهر ديسمبر، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
الين الياباني وتوقعات رفع الفائدة
أما الين الياباني، فقد انخفض بنسبة 0.1% ليصل إلى 157.85 مقابل الدولار. ومع ذلك، تلقت العملة اليابانية دعمًا من بيانات إيجابية حول إنفاق الأسر ونمو الأجور، مما أثار تكهنات بأن بنك اليابان قد يتجه لرفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
نظرة مستقبلية
يبدو أن الأسواق العالمية تتجه نحو تقلبات ملحوظة مع استمرار تركيز المستثمرين على بيانات سوق العمل الأمريكي وتوقعات أسعار الفائدة. ومع بقاء الدولار عند أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2022، فإن أي إشارات إيجابية من البيانات القادمة قد تدفع العملة الأمريكية إلى مزيد من الارتفاع.