أسعار النفط ترتفع للأسبوع الثالث على التوالي مدفوعة بمخاوف العقوبات والطلب الشتوي

admin10 يناير 2025آخر تحديث :
أسعار النفط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، مع استمرار الزخم الإيجابي الذي دفعها لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. يأتي هذا في ظل تركيز الأسواق على احتمالات اضطرابات الإمدادات، وسط تصاعد الحديث عن فرض عقوبات إضافية على روسيا وإيران، إلى جانب تأثير الطقس البارد الذي يدفع الطلب على الوقود إلى مستويات أعلى.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.66 دولار، أي بنسبة 3.5%، لتصل إلى 79.58 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.64 دولار، بنسبة 3.6%، لتبلغ 76.56 دولار.

عوامل تدعم ارتفاع الأسعار

أشار أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، إلى أن هناك عدة عوامل تدعم أسعار النفط حاليًا. فمن جهة، يركز السوق على المدى الطويل على احتمالية فرض عقوبات إضافية على روسيا وإيران، والتي قد تؤدي إلى شح في الإمدادات. ومن جهة أخرى، يؤدي الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة الطلب على الوقود، مما يدعم ارتفاع الأسعار على المدى القصير.

التوقعات بشأن العقوبات

مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، تزايدت التوقعات بشأن فرض عقوبات إضافية على روسيا وإيران. وتشير التقارير إلى أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن قد تعلن عن حزمة جديدة من العقوبات تستهدف قطاعي النفط والشحن الروسيين قبل تسليم السلطة.

وصف المحلل في “بي في إم”، توماس فارغا، هذه الخطوة بأنها “هدية وداعية” من إدارة بايدن، مشيرًا إلى أن العقوبات المحتملة، بالإضافة إلى انخفاض مخزونات الوقود بفعل الطقس البارد، تسهم في دعم أسعار النفط.

الطلب الشتوي يدفع السوق

تتوقع هيئة الأرصاد الجوية الأميركية أن تشهد المناطق الوسطى والشرقية من البلاد موجة برد شديدة، مع انخفاض درجات الحرارة عن المعدلات المعتادة. كما شهدت أوروبا طقسًا باردًا غير معتاد، مما زاد من الطلب على زيت التدفئة والوقود.

وفقًا لتقديرات محللي “جيه بي مورغان”، فإن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بالاستهلاك المتزايد للوقود المستخدم في التدفئة.

مؤشرات السوق

بلغ الفارق السعري بين عقد خام برنت للشهر الأمامي وعقد الستة أشهر أعلى مستوياته منذ أغسطس، مما يشير إلى شح محتمل في الإمدادات. ورغم قوة الدولار الأميركي للأسبوع السادس على التوالي، التي تجعل شراء النفط أكثر تكلفة، استمرت أسعار النفط في تحقيق المكاسب.

مخاوف التضخم والتحوط بالسلع

مع تزايد القلق بشأن ارتفاع التضخم، أصبحت العقود الآجلة للنفط أداة شائعة للتحوط. وأوضح هانسن أن التعريفات الجمركية التي يخطط لها ترامب قد تسهم في زيادة الضغوط التضخمية، مما يدفع المستثمرين إلى شراء النفط كملاذ آمن.

نظرة مستقبلية

بينما تواصل الأسواق مراقبة التطورات الجيوسياسية والظروف المناخية، يبدو أن الاتجاه الصعودي لأسعار النفط سيستمر على المدى القريب، مدفوعًا بالعوامل الأساسية التي تدعم الطلب وتحد من الإمدادات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.