أصدر بنك جولدمان ساكس (GS)، أحد أبرز عمالقة الاستثمار في وول ستريت، مساء الاثنين مذكرة تحليلية جديدة كشفت عن مراجعات هامة لتوقعاته بشأن مسار أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. تأتي هذه المذكرة في وقت حساس حيث تترقب الأسواق صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لاحقاً هذا الأسبوع، بالإضافة إلى استعدادها للتغيرات المحتملة في السياسة الاقتصادية مع قرب تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب يوم 20 يناير وما قد يصاحب ذلك من قرارات تجارية مؤثرة، أبرزها فرض تعريفات جمركية على الواردات الأمريكية.
توقعات معدلة لمسار الفائدة
بحسب المذكرة، خفض محللو جولدمان ساكس توقعاتهم لإجمالي التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة خلال عام 2025. حيث أشار البنك إلى أن التوقعات الحالية تشير إلى تخفيضات إجمالية بمقدار 75 نقطة أساس فقط، مقارنةً بالتقديرات السابقة التي بلغت 100 نقطة أساس. هذا التعديل يعكس رؤى أكثر تحفظاً بشأن السياسة النقدية في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية المتوقعة.
رؤية جولدمان ساكس لمؤشرات التضخم
أكدت المذكرة أن جولدمان ساكس لا يزال يرى أن التضخم الأساسي يتجه نحو الانخفاض، وهو مؤشر إيجابي على استقرار الأسعار في الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، لم تخفِ المذكرة القلق من تأثير السياسات المحتملة للإدارة الأمريكية المقبلة، خاصةً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، والتي قد تُبقي أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
انعكاسات على الأسواق
تأتي هذه التوقعات في وقت حرج للأسواق المالية، التي تراقب عن كثب أي إشارات من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته المستقبلية. ومع استعداد الأسواق لاستقبال مستجدات محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، يتزايد الترقب لتأثير السياسات التجارية الجديدة على الاقتصاد الأمريكي، ما يضيف مزيداً من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي.
خلاصة:
تشير مراجعات جولدمان ساكس إلى نهج أكثر حذراً في توقعات السياسة النقدية، ما يعكس تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية المتشابكة. ومع اقتراب موعد تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تفاعل الأسواق مع هذه التغيرات.