شهد الدولار الأمريكي يوم الجمعة تراجعًا طفيفًا، لكنه ظل على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية قوية، مدعومًا بتوقعات تشير إلى تفوق أداء الاقتصاد الأمريكي مقارنة بنظرائه العالميين. هذه التوقعات قلّصت من احتمالية تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة الفيدرالية خلال العام الحالي، مما عزز ثقة المستثمرين في العملة الأمريكية.
بحلول الساعة 04:20 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (09:20 بتوقيت جرينتش)، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.3% ليستقر عند 108.900. هذا الانخفاض جاء بعد أن سجل المؤشر أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين خلال الجلسة السابقة.
الأداء الأسبوعي القوي
على الرغم من التراجع الأخير، يتجه مؤشر الدولار لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 1%، وهو أفضل أداء أسبوعي منذ أكثر من شهر. هذا الأداء يعكس استمرار التفاؤل بصلابة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددًا مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى.
تأتي هذه التحركات في أعقاب بيانات النشاط الصناعي الأمريكي لشهر ديسمبر، التي أظهرت نتائج أفضل من المتوقع، وفقًا لتقرير صادر عن S&P Global. البيانات التمهيدية تمهد الطريق لتقرير معهد إدارة التوريدات، المتوقع صدوره لاحقًا، والذي يُعتبر معيارًا رئيسيًا لمتابعة الأداء الاقتصادي.
الترقب لتقارير هامة
مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في وقت لاحق من الشهر، تترقب الأسواق أيضًا تقرير الوظائف الشهري الذي سيصدر الأسبوع المقبل. هذه البيانات ستلعب دورًا محوريًا في تحديد مسار السياسة النقدية المستقبلية.
أداء العملات الأخرى
في أوروبا، شهد اليورو بعض التعافي حيث ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.0282، بعد أن سجل انخفاضًا بنسبة 1% في الجلسة السابقة ليصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين. ومع ذلك، يواجه اليورو تراجعًا أسبوعيًا بنحو 1.5% بسبب ضعف بيانات التصنيع في منطقة اليورو وتوقعات بتيسير السياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي في عام 2025.
الجنيه الإسترليني بدوره ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.2406 بعد تراجعه الحاد يوم الخميس، لكنه يظل في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية تُقدّر بـ 1.4%.
التحركات الآسيوية
في آسيا، شهد اليوان الصيني تراجعًا ملحوظًا بعد تقارير تفيد بأن بنك الشعب الصيني يخطط لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في عام 2025، في إطار تحول نحو سياسة نقدية أكثر تقليدية. كما انخفض الين الياباني بنسبة 0.2% إلى 157.18، بعد بلوغه أعلى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر، وسط توقعات حذرة من بنك اليابان للعام المقبل.
هذا المشهد يعكس تباينًا في أداء العملات العالمية، حيث يستمر الدولار الأمريكي في التفوق وسط بيئة اقتصادية عالمية غير مستقرة.