مع بداية عام 2025 في الأسواق، تتجه أنظار المستثمرين نحو تحقيق عام ثالث على التوالي من المكاسب القوية في الأسواق المالية، بعد أن شهد مؤشر S&P 500 ارتفاعًا لافتًا بنسبة تقارب 25% في عام 2023 و24% في عام 2024. ورغم هذا الأداء الإيجابي، فإن التحذيرات من احتمال حدوث تصحيح كبير في السوق بدأت تتزايد، ما يثير تساؤلات حول قدرة الأسواق على الاستمرار في هذا الزخم.
تحذيرات من وول ستريت
من بين أبرز المحللين الذين أطلقوا هذه التحذيرات، المخضرم جيم بولسن، الذي أشار إلى أن التفاؤل الاقتصادي الحالي قد يخفي وراءه مخاطر محتملة لركود اقتصادي. وأوضح بولسن أن هناك عوامل تقييدية قد تشكل تحديًا للأسواق خلال النصف الأول من العام، حيث تستمر سياسة الفائدة المرتفعة في فرض ضغوط على النمو الاقتصادي، على الرغم من بعض التخفيضات الأخيرة.
كما أشار إلى أن النمو النقدي في الولايات المتحدة لا يزال دون المستوى المطلوب لمواكبة معدل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وهو ما قد يؤدي إلى تجدد المخاوف بشأن الركود. وعلى الرغم من أنه لا يتوقع ركودًا فعليًا، إلا أنه يرى أن مجرد القلق من حدوثه قد يدفع الأسواق إلى تصحيح كبير.
توقعات التصحيح في الأسواق
يتوقع بولسن أن تشهد الأسواق تراجعًا بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15%. ومع ذلك، يرى أن هذا التصحيح قد لا يحدث على الفور، بل قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتجلى بالكامل. لكنه يؤكد أن هذا التراجع المحتمل يمثل فرصة استثمارية مهمة للمستثمرين الراغبين في تعزيز مراكزهم بأسعار منخفضة.
استراتيجيات استثمارية مقترحة
لتجنب المخاطر المحتملة، قدم بولسن نصائح استراتيجية للمستثمرين، شملت:
- تقليل التعرض للأسهم الرابحة مثل أسهم التكنولوجيا التي حققت مكاسب كبيرة خلال السنوات الماضية.
- التركيز على القطاعات الدفاعية التي توفر حماية نسبية خلال فترات التراجع.
وأوضح بولسن أن هذه الاستراتيجية تمنح المستثمرين مرونة للبقاء في السوق إذا استمرت في الارتفاع، مع توفير فرصة للعودة بقوة إذا شهدت الأسواق تصحيحًا كبيرًا. وأضاف أن التحركات المدروسة تتيح إعادة بناء مراكز استثمارية أكثر جرأة بمجرد استقرار الأسعار عند مستويات جذابة.
في ظل التوقعات المتباينة لعام 2025، يبدو أن الأسواق المالية تقف على مفترق طرق. وبينما تتزايد التحذيرات من تصحيح محتمل، تظل الفرص الاستثمارية قائمة لأولئك الذين يستعدون جيدًا ويعتمدون استراتيجيات متوازنة.