الذهب يتألق في 2024 بمكاسب تاريخية ويتجه لصعود جديد في 2025 وسط تقلبات الأسواق

admin1 يناير 2025آخر تحديث :
أسعار الذهب

شهد الذهب أداءً استثنائيًا خلال عام 2024، محققًا مكاسب غير مسبوقة بلغت 27%، ليصبح أحد أفضل الأصول أداءً خلال العام، متفوقًا على العديد من السلع الأخرى. ومع دخول عام 2025، تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي للذهب، مدعومًا بعوامل مشابهة لتلك التي قادت ارتفاعه في العام السابق، بالإضافة إلى تأثيرات جديدة مثل حالة عدم اليقين السياسي مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية.

في أحدث جلساته، أغلقت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 على ارتفاع بنسبة 0.85%، ما يعادل 22.9 دولارًا، لتصل إلى 2641 دولارًا للأوقية. ومع ذلك، شهد المعدن الأصفر تراجعًا شهريًا وفصليًا بنسبة 1.5%، مما يعكس بعض التقلبات قصيرة المدى التي تظل جزءًا من ديناميكيات السوق. يُذكر أن السوق أغلقت يوم الأربعاء بمناسبة عطلة رأس السنة، مما أتاح للمستثمرين فرصة لإعادة تقييم استراتيجياتهم في ضوء التطورات الأخيرة.

توقعات متباينة للأسعار في 2025

تباينت آراء بنوك الاستثمار العالمية بشأن مستقبل الذهب في 2025. في حين توقعت مؤسسات مثل “غولدمان ساكس” و”ساكسو بنك” و”سيتي غروب” أن يتجاوز سعر الأونصة حاجز 3000 دولار، كانت التقديرات أكثر تحفظًا لدى “جيه بي مورغان” و”يو بي إس”، التي توقعت وصول الأسعار إلى 2950 دولارًا و2900 دولار على التوالي.

رغم التراجع الطفيف الذي شهده الذهب منذ فوز ترامب في الانتخابات الأميركية في نوفمبر الماضي، إلا أن أداءه السنوي كان مميزًا مقارنةً بالعديد من السلع الأخرى. بينما عانت المعادن الأساسية مثل خام الحديد والليثيوم من تراجعات حادة، حافظ الذهب على زخم صعودي، مدعومًا بدوره كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

أداء استثنائي في 2024

سجل الذهب واحدة من أكبر مكاسبه السنوية خلال القرن الحالي، متجاوزًا مستويات قياسية لم يصل إليها منذ عام 2010. بلغت الأسعار ذروتها عند 2790.15 دولار للأوقية في 31 أكتوبر، مدفوعة بمزيج من العوامل، بما في ذلك ضعف الدولار الأميركي، والسياسات النقدية التوسعية، وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة.

التحديات والمحفزات في 2025

تترقب الأسواق الآن مجموعة من المحفزات التي قد تؤثر على أسعار الذهب في 2025. من بين هذه المحفزات، البيانات الاقتصادية الأميركية المرتقبة الأسبوع المقبل، التي قد تسهم في تشكيل توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل ملحوظ في النصف الثاني من 2024، لكنه أشار إلى سياسة أكثر حذرًا في 2025.

بالتوازي، يُتوقع أن تكون سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بما في ذلك سياسات التعريفات الجمركية، من بين العوامل المؤثرة على الأسواق. يُذكر أن ارتفاع أسعار الفائدة عادة ما يقلل من جاذبية الذهب كأصل غير ذي عائد، إلا أن دوره كملاذ آمن يظل محوريًا في أوقات الأزمات.

المعادن الأخرى: تحديات وأداء متفاوت

في حين كان الذهب نجم الأسواق في 2024، عانت المعادن الأخرى من ظروف اقتصادية معاكسة، لا سيما في الصين. سجل خام الحديد تراجعًا بنسبة 28% نتيجة أزمة قطاع الصلب وضعف حركة الإنشاءات، بينما انخفضت أسعار الليثيوم للعام الثاني على التوالي بسبب فائض الإنتاج وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.

على الجانب الآخر، شهد مؤشر بورصة لندن للمعادن زيادة سنوية، مدفوعة بتوترات الإمدادات التي قد تستمر في التأثير على النحاس والزنك في 2025.

نظرة مستقبلية

مع دخول العام الجديد، يظل الذهب محط أنظار المستثمرين، خاصةً في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية. وبينما تتباين التوقعات بشأن مستويات الأسعار، يبقى المعدن الأصفر خيارًا استراتيجيًا للتحوط ضد التضخم واضطرابات الأسواق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.