شهدت سوق العملات المشفرة تقلبات كبيرة خلال الساعات الأخيرة من تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرة بالبيانات الاقتصادية السلبية القادمة من الولايات المتحدة وعمليات جني الأرباح واسعة النطاق التي قام بها المستثمرون. هذه التحركات الحادة في السوق أعادت تسليط الضوء على هشاشة الأصول الرقمية في مواجهة الضغوط الاقتصادية العالمية.
تراجع البيتكوين وسط موجة بيعية
انخفض سعر البيتكوين (BTC) إلى 91,800 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل ديسمبر، حيث فقدت العملة المشفرة الرائدة أكثر من 14% من قيمتها مقارنة بأعلى مستوى سجلته هذا الشهر عند 108,278 دولار. ومع ذلك، عوضت العملة بعض خسائرها لتصل إلى مستوى 93,000 دولار.
أما الإيثريوم (ETH)، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، فقد شهد تراجعاً بنسبة 1.3% ليستقر عند 3,378 دولار، وهو مستوى بعيد عن ذروته التاريخية البالغة 4,820 دولار في عام 2021. على النقيض، أظهرت عملة سولانا (SOL) أداءً إيجابياً نسبياً، حيث ارتفعت نسبة SOL/BTC بنسبة 0.35% خلال اليوم، مما يعكس تباين الأداء بين العملات الرقمية.
تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية
الضغوط البيعية التي تعرضت لها السوق لم تكن ناجمة فقط عن جني الأرباح، بل تأثرت أيضاً بالبيانات الاقتصادية الأمريكية السلبية. سجل مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو أدنى قراءة له منذ مايو، مما يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة.
كما أن الغموض المحيط بسياسات الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025 ساهم في زيادة التوترات بالسوق. ففي حين أشار البنك المركزي إلى توقف خفض أسعار الفائدة حتى مارس على الأقل، فإن حالة عدم اليقين هذه أثرت سلباً على معنويات المستثمرين في قطاع العملات الرقمية.
التوقعات المستقبلية مع إدارة ترامب
على الرغم من التراجع الأخير، كان عام 2024 عاماً حافلاً بالنسبة للعملات المشفرة، مدفوعاً بآمال جديدة عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وعد ترامب بجعل الولايات المتحدة مركزاً عالمياً لصناعة العملات المشفرة، متعهداً بإنشاء احتياطي وطني من البيتكوين ودعم الشركات العاملة في هذا القطاع.
كما أطلق ترامب مجموعة جديدة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وأعلن عن مشروع “وورلد ليبرتي فاينانشال” الذي لا يزال قيد التطوير. إلى جانب ذلك، استحدث منصباً جديداً في البيت الأبيض مخصصاً لصياغة سياسات العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامه بتعزيز هذا القطاع.
مع انتهاء عام 2024، يترقب المستثمرون الخطوات المقبلة التي ستتخذها إدارة ترامب لتنفيذ وعودها الطموحة. في ظل التقلبات الحالية، يبقى مستقبل العملات المشفرة مرتبطاً بشكل وثيق بالتطورات الاقتصادية والسياسية القادمة، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مسار هذه السوق الناشئة.