اليورو يتراجع قبيل نهاية العام وسط توقعات بخفض الفائدة الأوروبية وتعزيز قوة الدولار الأمريكي

admin31 ديسمبر 2024آخر تحديث :
اليورو

شهد اليورو تراجعًا ملحوظًا في تعاملات السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، حيث واصل تحركه في المنطقة السلبية لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي. يأتي ذلك وسط تعاملات هادئة مع اقتراب عطلة رأس السنة الجديدة، ما يعكس حالة من الترقب في الأسواق العالمية.

ارتفاع احتمالات خفض الفائدة الأوروبية

تصاعدت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأوروبية خلال يناير المقبل، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد. وأعادت هذه التصريحات المخاوف من اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة، مما يزيد من الضغوط على العملة الأوروبية الموحدة.

نظرة سعرية على حركة اليورو

في أحدث تعاملات اليوم، انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.0397 دولار، بعد افتتاح التداولات عند 1.0406 دولار، مسجلاً أعلى مستوى عند 1.0415 دولار. وكان اليورو قد أنهى تعاملات يوم الاثنين بخسارة بلغت 0.15%، وهي أول خسارة في غضون ثلاثة أيام، بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوى له خلال أسبوعين عند 1.0458 دولار.

تصريحات البنك المركزي الأوروبي وتأثيرها

في تصريحات حديثة، أشار عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، روبرت هولزمان، إلى أن تنفيذ خفض إضافي في أسعار الفائدة قد يستغرق وقتًا أطول في ظل الارتفاع الأخير في معدلات التضخم. من جهتها، أكدت كريستين لاجارد أن منطقة اليورو تقترب من تحقيق هدف التضخم المتوسط الأجل للبنك المركزي الأوروبي عند 2%.

وفي مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، أشارت لاجارد إلى أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لاتخاذ المزيد من الخطوات لخفض أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في التباطؤ نحو الهدف المحدد. وأضافت أن البنك يقترب من إعلان تحقيق استقرار التضخم بشكل مستدام عند الهدف، لكنها شددت على أهمية مواصلة مراقبة التضخم في قطاع الخدمات.

عقب هذه التصريحات، ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 25 نقطة أساس في يناير من 55% إلى 65%. وتراهن الأسواق على أن سعر الفائدة الرئيسي قد ينخفض إلى حوالي 1.75% بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يتماشى مع الحد الأدنى لتوقعات البنك المركزي الأوروبي.

الفائدة الأمريكية وفجوة السياسات النقدية

على الجانب الآخر، استقرت توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة الأمريكية. ووفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع يناير لا تزال منخفضة عند 10%، بينما ترجح الأسواق بنسبة 90% الإبقاء على الأسعار دون تغيير.

في الوقت الحالي، تقف فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة عند 135 نقطة أساس لصالح الدولار الأمريكي. وتشير التوقعات إلى إمكانية اتساع هذه الفجوة إلى 160 نقطة أساس في يناير المقبل، مما يضع مزيدًا من الضغوط على اليورو.

التحديات الاقتصادية في منطقة اليورو

على مدار عام 2024، انخفض اليورو بنسبة 5.75% مقابل الدولار الأمريكي، مسجلًا ثالث خسارة سنوية في غضون أربع سنوات. يعزى هذا التراجع إلى التحديات الاقتصادية المتعددة التي تواجه منطقة اليورو، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع معدلات التضخم.

من جانبه، تبنى البنك المركزي الأوروبي سياسة أكثر تشددًا مقارنة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث خفض أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، مقارنة بثلاثة تخفيضات فقط في الولايات المتحدة. وبلغ إجمالي التخفيضات الأوروبية 135 نقطة أساس، مقابل 100 نقطة أساس في الولايات المتحدة، مما حافظ على الفجوة بين السياسات النقدية لصالح الدولار.

دور السياسات الأمريكية في تعزيز قوة الدولار

عززت سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الصعود الكبير لعائدات سندات الخزانة الأمريكية، من جاذبية الدولار كأفضل استثمار متاح. كما لعبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي شهدت فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، دورًا في دعم الدولار وسط توقعات بتبني سياسات اقتصادية تضخمية.

إلى جانب ذلك، أثارت التهديدات بفرض تعريفات جمركية أمريكية جديدة على أوروبا مخاوف بشأن تأثيرها على الاقتصاد الأوروبي، مما زاد من الضغوط على العملة الأوروبية الموحدة.

مع اقتراب نهاية العام، تستعد الأسواق لمزيد من التقلبات، حيث ينتظر المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة من أوروبا والولايات المتحدة، والتي قد تعيد تشكيل توقعات السياسات النقدية لكلا الجانبين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.