استقرت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، في آخر أيام التداول لعام 2024، الذي شهد أداءً قياسيًا للمعدن الأصفر، محققًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010. جاء هذا الارتفاع الكبير مدعومًا بموجة من عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، إلى جانب تأثير التوترات الجيوسياسية وتخفيف السياسات النقدية التي تبنتها البنوك العالمية الكبرى.
وفي هذا السياق، صرح “تيم ووترر”، كبير المحللين في KCM Trade، قائلاً: “كان عام 2024 عامًا رائعًا للذهب، حيث استفاد المعدن الأصفر من التوقعات بتحول السياسات النقدية نحو بيئة ذات معدلات فائدة منخفضة”.
مع نهاية العام، سجل الذهب مكاسب سنوية بلغت أكثر من 26%، وهي أكبر زيادة منذ عام 2010، حيث ارتفعت أسعاره إلى مستويات قياسية وصلت إلى 2790.15 دولار للأوقية في نهاية أكتوبر.
توقعات 2025 وتأثير السياسات الاقتصادية
يتطلع المستثمرون الآن إلى مجموعة من المحفزات الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على أسعار الذهب في العام المقبل. تشمل هذه المحفزات بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة قد تُحدد مسار أسعار الفائدة المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى السياسات التجارية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، التي من المتوقع أن تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الصورة التضخمية والتوجهات النقدية.
وأوضح ووترر: “ستظل توقعات أسعار الفائدة الأمريكية العامل الأساسي في تحديد مسار أسعار الذهب خلال عام 2025. كما أن السياسات التجارية للرئيس ترامب ستسهم في تحديد مستويات التضخم واتجاهات الفيدرالي، مما يجعلها عاملًا مؤثرًا في سوق الذهب”.
في الوقت نفسه، أشار الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه الأخير إلى تخفيف وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025، بينما تبنت البنوك المركزية الكبرى الأخرى مواقف أكثر حذرًا بشأن سياستها النقدية للعام المقبل.
الذهب كملاذ آمن وسط التوترات
من جهتها، قالت “أنيكا غوبتا”، مديرة أبحاث الاقتصاد الكلي في WisdomTree: “من المتوقع أن يحافظ الذهب على دعمه في عام 2025 نتيجة استمرار المخاطر الجيوسياسية، التوترات التجارية، والطلب القوي من البنوك المركزية. هذه العوامل قد تعوض التأثير السلبي الناتج عن قوة الدولار الأمريكي وتباطؤ وتيرة التيسير النقدي من الفيدرالي”.
يُعد الذهب تقليديًا وسيلة للتحوط ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية، لكن ارتفاع أسعار الفائدة عادةً ما يقلل من جاذبية الأصول غير ذات العائد مثل الذهب.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
في تسوية تعاملات يوم الاثنين، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 بنسبة 0.5% أو ما يعادل 13.8 دولار لتصل إلى 2618.10 دولار للأوقية.
أما الذهب الفوري، فقد انخفض بنسبة 0.1% ليصل إلى 2603.69 دولار للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% إلى 2615.50 دولار.
على صعيد المعادن الأخرى، سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 28.80 دولار للأوقية، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 898.39 دولار. على النقيض، ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 907.05 دولار.
ورغم التراجع الطفيف في الجلسات الأخيرة، من المتوقع أن تسجل الفضة أفضل أداء لها منذ عام 2020، بارتفاع تجاوز 21% منذ بداية العام. أما البلاتين والبلاديوم، فقد شهدا خسائر سنوية بنحو 8% و18% على التوالي.
مع نهاية عام 2024، يظل الذهب محط أنظار المستثمرين كأحد أفضل الأصول أداءً، مدعومًا بمزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. وفي ظل التوقعات لعام 2025، تبرز أسعار الفائدة والسياسات التجارية كعناصر رئيسية في تحديد مسار الذهب والمعادن الأخرى في الأسواق العالمية.