شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، حيث يستعد المستثمرون لإغلاق عام مالي مميز حقق خلاله مؤشر ستاندرد أند بورز 500 مكاسب سنوية تتجاوز 20% للعام الثاني على التوالي. هذا الأداء القوي جاء مدفوعًا بالتفاؤل السائد بشأن تخفيضات الفائدة، قوة الاقتصاد الأمريكي، والتطورات المحورية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.3%، وهو نفس النسبة التي حققها مؤشر ناسداك المركب. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد تقدم بـ116 نقطة أو ما يعادل 0.3%. وعلى مدار العام، حقق ستاندرد أند بورز 500 مكاسب إجمالية بنسبة 24%، بعد ارتفاع بنسبة مماثلة في العام السابق، ليصل إجمالي مكاسب العامين إلى 54%، وهي الأفضل منذ عامي 1997 و1998.
عوامل دعم النمو
كان الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية لهذا الزخم، حيث ساهمت إمكاناته الكبيرة في تعزيز الإنتاجية ودفع أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل إنفيديا وآبل، إلى مستويات قياسية. كما لعبت تخفيضات الفائدة التي بدأها مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورًا حاسمًا في دعم السوق، بعد واحدة من أكثر دورات التشديد النقدي صرامة في التاريخ الحديث.
خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر، مع توقعات بمزيد من التخفيضات في العام المقبل، وإن كانت بوتيرة أبطأ. هذا التوجه ساهم في تعزيز الآمال بنمو اقتصادي مستدام مع تراجع تكاليف الاقتراض.
أثر الانتخابات على الأسواق
شهدت الأسواق أيضًا دفعة إيجابية من إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، حيث عززت السياسات المتوقعة، مثل تخفيف اللوائح وخفض الضرائب على الشركات، من ثقة المستثمرين. كما ارتفعت العملات المشفرة، حيث قفز سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي تجاوز 108,000 دولار، مدعومًا بتوقعات إدارة أكثر وديّة لهذا القطاع.
أداء المؤشرات الرئيسية
خلال الربع الأخير، حقق مؤشرا ناسداك وستاندرد أند بورز 500 مكاسب بنسبة 7.5% و2.8% على التوالي، في حين سجل داو جونز مكاسب أقل بلغت 0.9%. ومع ذلك، شهدت الأيام الأخيرة من العام عمليات جني أرباح أثرت على الزخم الإيجابي، حيث انخفض داو جونز بنسبة 4.8% خلال ديسمبر، بينما تراجع ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.7%.
الأسواق والسلع
ارتفعت أسعار الذهب مع صعود العقود الآجلة بنسبة 0.3% إلى 2625 دولارًا للأوقية، بينما زادت العقود الفورية بنسبة 0.29% لتصل إلى 2613 دولارًا. وعلى صعيد النفط، صعدت عقود خام برنت بنسبة 0.42% لتسجل 74.30 دولارًا للبرميل، في حين ارتفعت عقود خام غرب تكساس بنسبة 0.48% إلى 71.33 دولارًا للبرميل.
نظرة مستقبلية
مع اقتراب العام الجديد، تتجه الأنظار نحو استمرارية الزخم الإيجابي للأسواق وسط تطورات اقتصادية وسياسية متسارعة. وبينما يتوقع المستثمرون مزيدًا من تخفيضات الفائدة، يبقى الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتعزيز الإنتاجية ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
